بقلم محمد فتحى
مما لاشك فيه أن الاختلاف وثقافته أصبحا جزءا اصيلا من حياتنا فى عالم يفوق عدد سكانه الثمانية مليار انسان يتحدثون لغات عديدة ويدينون بمذاهب شتى بل أصبح تقبل الآخر فرضا وليس اختيارا اننى اتذكر قول شمس التبريزى ( ان الناس يحبون الله لأن الله هو الكامل ولايحبون بعضهم لطبيعتهم الناقصة لذلك كانت محبة الناس جزءا من محبة الله)
إن زيادة الترابط والتفاعل بين أبناء الثقافات المختلفة ضرورى لحياة افضل لنا جميعا
اتتذكر عزيزى القارئ يوما ما وانت فى مرحلتك الابتدائية عندما ذهبت فى رحلة مدرسية للاهرامات وكنت سعيدا لأنك تواصلت مع أناس اجانب من مختلف دول العالم بكلمات انجليزية بسيطة تعلمتها وكنت سعيد بها مثل
ما اسمك؟
كم عمرك؟
من اى بلد انت؟
لقد كان ذلك أمرا تلقائيا جدا حيث أن الطبيعة البشرية تميل إلى المزيد من التقارب و التعارف ودراسة الآخر
اما اليوم أصبح الموضوع مختلفا تماما فقد امتلكت حسابات للتواصل الاجتماعى مع أناس من جميع أنحاء العالم لقد أصبح بإمكانك اليوم معرفة مثلا عادات وتقاليد الشعوب اللاتينية او أشهى الأطباق الهندية او معاناة الشعوب الأفريقية وانت جالس في بيتك مما زاد حماسك لمعرفة الاخر
إن الاختلاف مطلوب للتكامل فيما بيننا لقول الله تعالى ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
اما المحبط حقا هو الخلاف والاقتتال بسبب الدين او العرق او اللون فلم يحدث مثلا فى غابة إبادة جماعية من قبل الأسود للحمار الوحشى
او صراع بين النمر الأسود والأبيض لاختلاف اللون
إن التاريخ للأسف ملئ باحداث تعدى الإنسان على أخيه الإنسان من قتل وسلب وضياع لحقوقه
ألم يأن الأوان لنعلم اننا أبناء اب واحد وام واحدة
أخشى أن يمر الوقت ونحن لانعى ان المصير واحد……
ثقافة الاختلاف