مقالات دينية

لم يتزوج عليها النبي حتى فارقت الحياة

جريدة موطني

لم يتزوج عليها النبي حتى فارقت الحياة.

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ومنهن السيدة خديجة بنت حويلد، والتي كان من مناقبها رضي الله عنها وأرضاها التي إنفردت بها دون سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج عليها حتى فارقت الحياة فقد روى الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

قالت ” لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت ” ومن مناقبها العظيمة قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ” خير نسائها أي في وقتها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة ” ومن مناقبها العظيمة التي دلت على شرفها وجلالة قدرها هو أن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ذكرها بعد موتها بالثناء والمدح، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها قال ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء ”

وقال الإمام ابن العربي ” كان النبي صلى الله عليه وسلم قد إنتفع بخديجة برأيها ومالها ونصرها فرعاها حية وميتة برها موجودة ومعدومة وأتى بعد موتها ما يعلم أنه يسرها لو كان في حياتها ومن هذا المعنى ما روى من أن من البر أن يصل الرجل ود أبيه ” ومما حظيت به السيدة خديجه رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يرتاح لسماع صوت من يشبه صوته صوتها لما وضع الله لها في قلبه من المحبة رضي الله عنها، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف إستئذان خديجة فارتاع لذلك فقال ” اللهم هالة ” قالت فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر أبدلك الله خيرا منها ” رواه البخاري ومسلم.

ومن مناقبها أن الباري جل وعلا أرسل لها السلام مع جبريل عليه السلام وأمر نبيه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب الؤلؤ المجوف المنظوم بالدر والياقوت فقد روى البخاري في صحيحه ” أن جبريل عليه السلام قال للنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ” وفي هذا الحديث ذكر منقبتين عظيمتين لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها إرسال الرب جل وعلا سلامه عليها مع جبريل وهذا خاص لها لا يعرف لامرأة سواها، والمفاضلة بين السيدة خديجة وعائشة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” جهات جهات الفضل بين خديجة وعائشة متقاربة وكأنه رأى التوقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى