اخبار

قوة الحفظ شديدة عند الأطفال

قوة الحفظ شديدة عند الأطفال 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، فإعلموا أيها الآباء والمربين، أن قوة الحفظ شديدة عند الأطفال في الفترة ما بين السبع سنوات إلى أربعة عشرة سنة من أعمارهم سواء كانوا ذكورا أو إناثا، مع ملاحظة أن الإستعداد للحفظ عند الشاب أو الشابة يكون في نهايته العظمى. 

 

كما يقول بعض العلماء في سن الثلاثة وعشرين سنة تستغل هذه الفترة بعد الفترة التي سبقتها من أجل تدارك التقصير الذي يمكن أن يكون قد وقع منهم فيما قبل سن السابعة وذلك في مجال حفظ القرآن الكريم والحديث والسيرة وغيرها من الأمور التي ينتفعون بها بإذن الله في حاضرهم وفي مستقبلهم، وفي الفترة اللاحقة، يبدأ الطفل في الإستعداد لتحمل المسؤولية، وفيها يبدأ الوالدان في الإنقاص من اللين مع الطفل ويبدآن في زيادة الحزم معه في الأمور التي تستدعي ذلك، وذلك أكثر وعلى خلاف ما كانا يفعلان معه فيما دون السابعة من العمر، واعلموا أن الضرب آخر شيء يلجأ إليه الوالدان لتقويم أبنائهم وذلك عملا بالحكمة التي تقول “من باب آخر الدواء الكي” ولا بد من أن يعيش الولد مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يعيش مع الصحابة. 

 

وذلك بشكل دائم ومستمر من خلال التعلم ومن خلال القدوة من الوالدين ومن خلال الجهد الذي يبذلانه هم من أجل الالتزام، وكذلك تعلم الولد القراءة والكتابة واجب على الآباء والأمهات سواء تم بالطريقة الطبيعية أي من خلال المدرسة أو تم بطريقة أخرى، وكما عليكم أيها الآباء فتح الباب لخروج الأطفال من أجل اللعب لإنها ضرورة لا بد منها، وإن جاءكما بعد ذلك بخلق سيئ فعليكما بإفراغه من الشر، ثم بملئه بالخير، فإذا عرفتما بأن للولد أصدقاء سيئي الخلق، فبدلاهم له ولا تمنعه من أن يكون له أصدقاء، وكما أنه يتم التركيز في البداية في تعليم الطفل على العقيدة منذ سن الرابعة أو الخامسة، ويجب أن يُعرّف الطفل بالله تعالي، وبقدرة الله سبحانه وبعلم الله عز وجل ويجب أن يعرّف أن له نبيا ورسولا اسمه محمد صلي الله عليه وسلم جاءنا بالقرآن الكريم من عند الله. 

 

ويعرّف بالموت والقبر وحساب يوم القيامة ويعرّف بالجنة والنار ويعرّف ولو بشيء بسيط عن الجن والملائكة وبشيء ولو يسير من سيرة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم والمراحل الأساسية التي مر بها خلال حياته وهجرته ودعوته وهدايته للأمة الإسلامية، ولابد من ترسيخ العقيدة في نفس الطفل من الصغر ويعلم الإيمان بأركانه الستة لكن على قدر فهمه ويعلم كذلك أن الإسلام هو مفتاح الجنة ويتم إفهامه بأن أركان الإسلام خمسة أولها الشهادتان، وأن العقيدة يمكن أن تفهم عن طريق القصص القرآني، الذي يحكى بالصورة المناسبة لسن الطفل وإدراكه الفكري، ومن الأمثلة على ذلك قصص الأنبياء والصحابة والسيرة النبوية وقصة أصحاب الأخدود وأصحاب الكهف وأصحاب الجنتين. 

قوة الحفظ شديدة عند الأطفال

وقصة محاولة هدم الكعبة وغيرها من القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وتثبت العقيدة في نفس الطفل عن طريق لفت إنتباهه إلى آيات الله الكونية التي تدل على عظمة الخالق وكذا آيات الله تعالي في الأنفس وفي الآفاق.

قوة الحفظ شديدة عند الأطفال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى