
فوائد برنامج الطريق لرحلات للأطفال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، والحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وحبيبه أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، ومن أنواع التربية والتعليم هو إقامة الرحلات التعليميه للطفل وعمل برنامج للطريق في هذه الرحلات، ومن فوائد برنامج الطريق هو إشغال الوقت بالمفيد، والتخلص من الشغب الذي قد يحدث نتيجة طول طريق الرحلة، وإكتشاف المواهب، فإن نفوس المشتركين في هذا الوقت تكون أشد ما تكون في العطاء والأريحية.
ورسوخ المعلومات التي قد يعمد المشرف إلى ترسيخها، فإن الحدث من أشد ما يعين على ترسيخ الأفكار، وأما عن المرحلة الثانية وهي عمل برنامج لحالات الإستقرار، وهذا البرنامج إنما يكون بعد الوصول إلى مكان الرحلة والإستقرار ووضع الرحال وهو يختلف عن سابقه بالتركيز والإنضباط، وعادة ما يشتمل هذا البرنامج على المحاضرات والندوات والأنشطة الرياضية، والتدريبات المهارية والدعوية، وحتى ننجح في ذلك لابد من مراعاة أمور ومنها تأمين الأدوات التي تخدم البرامج الثقافية في الرحلة من جهاز تسجيل، أو لوحات أو أقلام ودفاتر وغير ذلك، وكذلك مراعاة التجديد والتغير سواء في البرامج المطروحة أو تغيير أسلوب طرح البرامج أو تغير أوقات الطرح مما يبعث في النفس الرغبة في إنجاح البرنامج وعدم الملل، وفي الرحلة الأولى يستحسن أن يغلب فيها البرنامج الترفيهي.
وأن تكون البرامج الجادة فيها متوسطة بعكس إن كانت رحلة دورية، وأيضا تنسيق البرامج الثقافية وتحديد المسئوليات فيها من المسابقات الثقافية والدروس والكلمات، وأيضا الإنضباط في أوقات البرامج سواء التربوية أو العبادية، إذا أن ذلك يعوّد المشترك وهو الطفل على تقدير أهمية الوقت والحرص عليه، وعلى المربى أن يتحمل أخطاء المشاركين وأن يكون عنده البديل الجاهز لأي برنامج قد يعتذر عنه من كُلف به، وأن يتسم المربى بحسن التصرف في أمثال هذه المواقف وأن يكون حكيما في معالجتها، وأيضا توزيع المشاركين في الرحلة إلى مجموعات أو شعب وينبغي أن يراعى في هذا التقسيم، مراعاة العدل في تقسيم أصحاب المواهب والطاقات بين الأقسام، ومراعاة فارق العمر بين المشاركين، وأن يكون التقسيم مبني على معرفة مسبقة بالمشاركين.
من حيث أعمارهم وقدراتهم، وكما يفضّل أن تتم عملية التقسيم قبل الوصول إلى مكان الرحلة، وكما ينيغي علي المربي قبل إنهاء الرحلة وقبل قضاء الوطر منها يحيي في النفس حب التشوّق للمزيد والتشوّق إلى رحلة أخرى، وكما عليه أن يقوم بجلسة ختامية مع جميع الأفراد يستمع فيها المشرف أو المربي لآراء المشتركين في الرحلة وتسجيل السلبيات والإيجابيات في الرحلة، وقد يتخلل هذه الجلسة كلمة وداع وإعتذار ويحبذ أن يستغل المشرف هذا اللقاء الأخوي المؤثر في جمع القلوب والتأليف بينها، وفي النهاية ينبغي أن نترك المكان نظيفا بعد إنقضاء الرحلة، والتنبيه على عدم العبث بالممتلكات الخاصة بالمكان إن وُجد، ويستحسن الرجوع مبكرا من الرحلة لما فيه من تطييب نفوس أهالي المشاركين في الرحلة.
فوائد برنامج الطريق لرحلات للأطفال