الرئيسيةقصةالحلقة الأخيرة لغز اغتيال عائشة
قصة

الحلقة الأخيرة لغز اغتيال عائشة

الحلقة الأخيرة لغز اغتيال عائشة

الحلقة الأخيرة

لغز اغتيال عائشة

بقلم. فايل المطاعني

كان الصمت يخيّم على غرفة التحقيق، والعيون متسمّرة على نوال، التي جلست مترددة، يعلو وجهها مزيج من الخوف والإنكار.
اقترب منها العميد فؤاد بخطوات بطيئة، وقال بنبرة حازمة:

– نوال… الحقيقة بين يديك، فلا تجعليها عبئاً على ضميرك.

ارتعشت شفتاها، ثم قالت بصوت متقطع:
– لم أقتل عائشة… لم أفعل!

ابتسم العميد ابتسامة باردة، ثم وضع أمامها صوراً للرسائل الهاتفية:
– لكنك كنتِ على علم بخيانة زوجك لها، وكنتِ شاهدة على كل ما دار بينهما.

ساد الصمت، قبل أن تجهش نوال بالبكاء:
– نعم، كنت أعرف… كنت أرى عينيه تهرب مني إليها، وكنت أعيش في ليلٍ من العذاب. لكني لم أرفع يدي عليها أبداً.

هنا التفت العميد إلى الضابط سالم الذي كان يراقب بصمت، فأشار برأسه، ودخل الحرس إلى الغرفة وهم يقتادون سامح، زوج نوال. بدا متماسكاً أول الأمر، لكن نظراته القلقة فضحت اضطرابه.

جلس سامح، وألقى العميد سؤاله الأول مباشرة:
– هل قتلت عائشة؟

أجاب ببرود:
– لم أقتل أحداً.

ألقى العميد أمامه أدلة قاطعة: بصمات على سكين المطبخ، ورسائل غرامية مسرّبة، وكاميرا رصدت تحركاته تلك الليلة. ارتبك سامح، وانخفض صوته:
– كنت أريد أن أنهي علاقتي بها… لكنها هدّدت بفضحي أمام الجميع.

اقترب العميد أكثر، وحدّق في عينيه:
– فاخترت أن تُنهي حياتها بدلاً من إنهاء خيانتك؟

عندها صرخ سامح وانفجر باكياً:
– نعم! قتلتها… قتلتها لأحفظ سمعتي!

ساد الغرفة صمت ثقيل، قبل أن يقول العميد بنبرة حاسمة:
– كنت تظن أنك تُنقذ نفسك، لكنك في الحقيقة دفنتها مع عائشة.

انتهى التحقيق، وسُطّرت النهاية: القاتل هو سامح، رجل غدر بامرأة أحبته، وخان زوجته التي وثقت به.

وفي بهو مركز الشرطة، التفت العميد إلى فريقه قائلاً:
– إن كل جريمة تبدأ بخيانة صغيرة… كلمة، أو نظرة، أو وعد كاذب. وما لم يُقتل في النهاية هو الجسد فقط، أما الروح فتُغتال منذ اللحظة الأولى للغدر.

وهكذا أُسدل الستار على جريمة هزّت الضمائر قبل أن تهزّ القلوب، لتبقى العبرة واضحة: الخيانات لا تنجب إلا موتاً وندامة.

الحلقة الأخيرة

لغز اغتيال عائشة

الحلقة الأخيرةلغز اغتيال عائشة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *