
هنا نابل بقلم المعز غني
الوضع الإجتماعي والاقتصادي والسياسي في تونس 🇹🇳
تونس تواجه المأزق : ما المشكلة الحقيقية ؟ …
وما هو الحل الممكن؟ …
منذ أكثر من عقد ، تعيش تونس أزمة متعددة الأبعاد : إقتصادية ، سياسية وإجتماعية.
تبدو البلاد عالقة رغم إمتلاكها لمقومات بشرية وجغرافية متميزة. أين تكمن المشكلة الحقيقية ؟ وهل هناك مخرج ؟
🧩 حالة ركود هيكلي :
تونس ليست دولة في حرب ، ولا دولة فاشلة ، ولا ديكتاتورية قمعية ، لكنها تعاني من صعوبة في توفير الحد الأدنى من الرفاهية ، وفرص العمل والكرامة لمواطنيها.
الإقتصاد هش ، يعتمد على قطاعات قليلة التنافس مثل السياحة الجماعية والخدمات ذات القيمة المضافة المنخفضة.
القطاع الصناعي قديم – الدينار يفقد قيمته بانتظام – الدين العام في تزايد مستمر – التضخم يؤثر بشدة على الطبقات الوسطى والفقيرة.
لكن إختزال الأزمة التونسية في صعوبات إقتصادية فقط خطأ. المشكلة الحقيقية أعمق : تعاني تونس من غياب رؤية واضحة ، وإستقرار سياسي ، وإصلاحات جريئة.
■ ⚖️ حوكمة مشلولة :
منذ سنة 2011 ، شهدت البلاد عدة حكومات ودساتير ووعود إصلاح ومع ذلك ، تبقى العوائق نفسها:
– المحسوبية في الوظيفة العمومية ؛
– البيروقراطية المعوقة للمشاريع الصغيرة ؛
– نظام ضريبي غير عادل وغير فعال ؛
– قضاء بطيء وغالبا ما يتأثر بالسياسة ؛
– فساد متجذر على جميع المستويات.
البلاد لا تفتقر للأفكار ، بل تفتقر للاستمرارية والإرادة ومشروع وطني موحد تقوده نخبة سياسية كفؤة ومسؤولة.
■ 🔧 ما الحل الممكن؟
لن تخرج تونس من أزمتها بالمساعدات الدولية أو الوعود الفضفاضة بل تحتاج إلى صدمة إصلاحية تقوم على ثلاث ركائز أساسية:
1. تحرير الإقتصاد الحقيقي
دعم الإنتاج المحلي؛
تشجيع الإستثمار الخاص ، خاصة للشباب؛
رقمنة الإدارة؛
تعزيز التجارة المحلية ، الابتكار والتصدير.
2. إصلاح عميق للدولة
مكافحة الفساد بفعالية وليس بالكلام ؛
تبسيط الإدارة ؛
ضمان إستقلال القضاء.
3. الرهان على الشباب والتعليم
ملائمة التكوين مع حاجيات الإقتصاد (الرقمنة ، البيئة ، الحرف الحديثة)؛
تشجيع الشركات الناشئة والإقتصاد الإجتماعي ؛
توفير فرص إقليمية للحد من الهجرة نحو العاصمة أو الخارج.
✊ بلد لا يزال صامداً
رغم كل شيء ، تونس صامدة بفضل معلميها وأطبائها ومهندسيها ونسائها ورواد أعمالها وشبابها ، وبفضل الجالية التونسية بالخارج. تمتلك تونس شباباً متعلماً ، وثراءً ثقافياً ، ومجتمعاً نابضاً بالحياة. لكن هذا الإمكان قد يتلاشى إن لم يتغير شيء.
🧭 خلاصة
المشكلة الحقيقية لتونس ليست الفقر ، بل الجمود.
الحل ليس في الإنتظار ، بل في الجرأة.
حان الوقت لوقف التشخيص والبدء في العمل حيث تحتاج تونس إلى إعادة تأسيس ديمقراطية ، وإقتصادية وإجتماعية.
تونس قادرة على النجاح إذا أرادت التغيير حقاً.