
دقيقة مع تصليح العيوب /
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
( رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي !! )
يا رب أصلح قلوبنا و صلاح أمرنا
كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
” رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ” ٠
وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه ؟!
قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق ؟؟
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم:
لِمَ امتنعت عن المخالطة؟!
فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي !٠
و لله در القائل :
لا تدع لسانك ينطق بعيب غيرك، فأنت مثقل بالعيوب ٠
فطوبى لعبد انشغل بنفسه بعيدا عن عيوب الناس و مزالق الغيبة ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول ٠٠ ما بال أقوام ٠
و لا يصرح بتشخيص حتى يكون الموضوع عام دون تخصيص يقطع العلاقات و يربي فينا الضغينة و السلوك غير المنضبط ٠٠
و البعد عن الحماقة و الجهل و التعصب و الأنانية ٠٠
قال الشاعر العربي :
لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقه أعيت من يداويها
ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام !
فما أجمل الالتزام و القول الحسن للناس لكسب القلوب بعيدا عن آفة النفاق التي تضيع الحقوق ٠٠
و شتان بين النقد و الهدم و التطاول على عباد الله و اتهامهم بعبارات سلبية و لا سيما في الدين و المعاملات فالله عز وجل اعلم بخلقه و النية التي محلها القلب ٠
فيارب ارزقنا الصلاح و الإصلاح و حب الناس و الرضا ٠
و أخيراً فلم و لن تنجو أبداً من سوء الظن ، ولن تنالَ الرضا مهما سعيت ، فالزم الصدق في القول و العمل ففيه النجاة دائما٠
و على الله قصد السبيل ٠