
الفطنة والذكاء من صفات المؤمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، لا مانع لما أعطاه ولا رادّ لما قضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فسبحانه وتعالي القائل ” فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ” ثم أما بعد روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ” متفق عليه، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله متفق عليه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ” متفق عليه، واعلموا يرخمكم الله أن الفطنة والذكاء من صفات المؤمن، ولكن هل الذكاء والتفكير شيء واحد؟ والجواب هو أن الإعتقاد بأن التفكير والذكاء شيء واحد يقودنا لنتائج خاطئة مثل أن الأشخاص مرتفعي الذكاء لا يحتاجون أي نوع من التدريب على الفكير، فهم مفكرين بشكل تلقائي، وأنه لا يمكن عمل أي شيء مع الأشخاص منخفضي الذكاء لتطوير تفكيرهم، فمن المستحيل جعلهم أناسا مفكرين، وكما أن للتفكير عدة أساليب لنتعرف على بعض منها التفكير الطبيعي والتفكير المنطقي والتفكير الرياضي، وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي أو الأولي أو الخام.
حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية، ويصبح تدفق النشاط بالسلوك الطبيعي، وتتسم خصائص التفكير الطبيعي بالتكرار، والتعميم والتحيّز وعدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات، وكما أن من خصائص التفكير الطبيعي هو الخيال الفطري والأحلام، وأنه معرض للخطأ، ويمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري وذلك من خلال وضع عقبات أمام ممرات الفكر الطبيعي الأولي، وإن وضع كلمة لا أمام التفكير الطبيعي سيجبر المرء على إتباع طرق أخرى، لذا يعد التفكير المنطقي متقدما بمراحل على التفكير الطبيعي وإن كان يفرض عددا من القيود على عملية الإستفادة من المعلومات المتاحة، كما أنه لا يسمح بحدوث التحول الفكري اللازم.
لإعادة إستخدام أو ترتيب المعلومات المتاحة وبالتالي التعامل مع مواقف مستقبلية نظرا لما يوفره من أنماط فكرية محددة، ويشمل إستخدام المعادلات السابقة الإعداد والإعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء، وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة من المعادلات والرموز، ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد، وكما أن هناك التفكير الإبداعي، وإن الغرض من التفكير الإبداعي هو مواجهة أخطاء وقيود الذاكرة والتذكر، وهذه الأخطاء التي قد تقود إلى إستخدام غير سليم للمعلومات، وتلك القيود التي تمنعها من فضل إستخدام يمكن للمعلومات المتاحة، ولكن لماذا التفكير الإبداعي؟
الفطنة والذكاء من صفات المؤمن
واعلموا أنه يشوب كل أسلوب من أساليب التفكير الأخرى بعض السلبيات مثل التفكير الطبيعي وبه أخطاء التحيز والتعميم، وكذلك التفكير المنطقي ويستخدم لتجنب هذه الأخطاء، لكنه يمنعنا من توليد أفكار جديدة، وأيضا التفكير الرياضي ويجنبنا أخطاء التفكير الطبيعي، لكنه ينمط أساليب التفكير ويركز على الإطار أكثر من المضمون، وتتم مواجهة هذه الأخطاء والقيود بإستخدام أسلوب التفكير الإبداعي الذي يتميز بتوفير بدائل عديدة لحل المشكلة، وتجنب التتابعية المنطقية، وتجنب عملية المفاضلة والاختيار، والبعد عن النمط التقليدي الفكري، وتعديل الإنتباه إلى مسار فكري جديد، فيجدر بنا أن نستقصي الحكمة أينما وجدت، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” الحكمة ضالة المؤمن “