
والعتابُ دموع
.
والعِتابُ الدَّمعُ غدَّاقاً على خدِّ
النَّواعي يُشبعُ المدَّ انسِيابا .
والسّْكونُ السَّائِدُ المَملوءُ شوقاً
يمتطي ريحاً تلاقيهِ ِ اقتِرابا .
تُبحِرُ الأرواحُ في صمتٍ عجيبٍ
حينَ تدنو تملأُ الدُّنيا سحابا .
أحرُفي الخجلى تآويلُ شِفاهِي
وحدَها من فسّرَت شوقي عِتابا .
وحدَها من جمَّعت أَوصالَ روحي
بعدَ أن كانَ المدى عندي ضبابا .
وحدَها من لملَمَت دمعَ المآقي
من كُفوفِ النُّورِ تسقيني قِرابا.
إنْ رَوينا حبَّهُ من روحِ أمٍّ
تُعطِنا التُّرياقَ محفوظاً مْطابا .
هلْ تعدَّى كلَّ ذاكَ الحبِّ حتى
قيلَ أنَّ الموجَ يزدادُ اضطِرابا .
أمْ لقاءُ العشقِ موصولٌ قديمٌ
ظلَّ ثقلاً كامِناً عندي مُعابا .
لوعتي مع ذلكَ العِشقِ العتيقِ
ألهمتني الصّبرِ ممزوجاً عذابا .
قلتُ في نفسي وبعدَ العُسرِ يُسرا
من بلاءٍ صُبَّ في الجوفِ انسكابا.
ليسَ من حَدٍّ زمانيٍّ ليُنهي
ساعةَ الصَّمتِ التي تُنهي مصابا .
منذُ عقدٍ قرَّحت قلبي النَّوازِل
كلُّ يومٍ ترتوي روحي صِعابا .
إنْ هيَ الآمالُ تُبقي ظلَّها فوقَ
المدى المرئِيِّ للآتي إيابا .
وعدُهُ أن ترجِعِ الأنهارَ تجري
في جنانِ الخُلدِِ مجراها شرابا.
يرتوي العطشانُ منها من جناها
ماءُ عذبِ الحبِّ رشفاً مُستَطابا .
الشاعر مهدي خليل البزال..
ديوان الملائكة
الرقم الإتحادي 037/2016
7/7/2025.
والعتابُ دموع