Uncategorized

اللهم أحسن خاتمتنا يا أرحم الراحمين... هل يلتقي الأموات؟ هل يتزاورون؟ هل يتذكروننا

هنا نابل ✍️ بقلم المعز غني

اللهم أحسن خاتمتنا يا أرحم الراحمين…
هل يلتقي الأموات؟ هل يتزاورون؟ هل يتذكروننا؟

أسئلة كثيرة تطرق أبواب القلب في لحظات السكون…
حين يخيّم الليل وتخفت أصوات الحياة، نتساءل عن الأحبة الذين غابوا بأجسادهم، لكن أرواحهم لا تزال تعبق في ذاكرتنا…
هل يشعرون بنا؟ هل يسمعون دعاءنا؟ وهل يجتمعون كما كانوا يجتمعون في دنيانا؟

إنّ الموت، وإن بدا لنا فصلاً أخيرًا، فهو في حقيقة الأمر بداية أخرى، لعالم لا تدركه أعيننا، لكنه حاضر في ضمائرنا، تؤنسه رحمة الله، ويضيئه عمل العبد الصالح.

👥 تزاور الأرواح ولقاء الأحبة في البرزخ

نصوص من الكتاب والسنة الشريفة تفتح لنا نافذة نور نطلّ بها على عالم البرزخ.
فحين تصعد روح المؤمن، تستقبلها الملائكة، ثم تُستقبل من قبل أرواح المؤمنين السابقين وكأنهم كانوا في انتظارها بلهفة اللقاء.
قال رسول الله ﷺ:
“إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها…”،
وتُروى عن النبي أحاديث كثيرة تؤكد هذا اللقاء، وفيها طمأنينة تسكن القلب، بأن أرواح أحبابنا تفرح بمن لحق بهم، وتستبشر بأن القادم كان على درب الخير.

💭 هل يتذكرون دنياهم؟

نعم، فالذاكرة لا تذوب بالموت، لكنها تتطهّر من غبار الدنيا.
الميت يُسأل في قبره: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟
وهذا دليل بيّن على إدراكه وتذكّره.
بل إن هناك من يفرح إذا ذُكر بخير، ويأنس بدعوة تُرفع له من قلب صادق.

🙏 هل يعلمون بدعائنا وزياراتنا؟

يا لروعة الحديث النبوي الذي يضيء قلوب الزائرين:
“ما من أحد يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، إلا ردّ الله عليه روحه حتى يردّ عليه السلام.”
هل تدرك ماذا يعني ذلك؟
إن السلام الذي تهمس به أمام القبر، قد يعود إليك من تحت التراب، يحمل بين طياته الأنس والسكينة.

🕊️ ماذا نقدّم لموتانا؟

أرواحهم تنتظر منا أكثر من البكاء والحنين…
الدعاء، الصدقة، الحج، قضاء الديون، زيارة القبور، كلها أبواب مفتوحة للبرّ والوصال بعد الفراق.

“ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان…” (الحشر: 10)

“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.” (رواه مسلم)

كل عمل صالح تهديه لروح فقيدك، يُحيله الله نورًا يضيء له ظلمة القبر، ورحمة تبلل وحشته، ورفعة تقرّبه من جنات النعيم.

🌿 خاتمة: رجاء ودعاء

إنّ عالم البرزخ سرّ من أسرار الله… نؤمن به، ونوقن بأنه دار انتظار وعدالة ورحمة، لا ظلم فيها ولا نسيان.
فلنكثر من الدعاء لأمواتنا، فإنهم بأمسّ الحاجة إليه، وأكثر اشتياقًا لما يربطهم بنا…

اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النار…
اللهم أنر قبورهم، وارزقهم الأنس بقربك، واجعل ملتقانا بهم عند الحوض وفي الفردوس الأعلى.

اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاةً تُنجينا بها من جميع الأهوال، وتبلغنا بها أسمى الغايات، وتجمعنا بأحبتنا في مستقر رحمتك.
اللهم بإسم أسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تحسن خاتمتنا وتلحقنا بالأنبياء والصالحين والشهداء.

والله أعلم، وإليه المصير.
✍️ عبدكم الفقير إلى ربه
المعز غني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى