الإسكندرية في العصر البيزنطي
كتبت/ريتاج الشافعي
الجزء الأول
حققت الاسكندريه منذ بنائها قديما شهرة عظيمة بين مدن العالم القديم لأسباب كثيرة،لكونها مركزا تجاريآ هامآ،ولرخائها وازدهارها وصلاتها بالمدن المطلة على البحر المتوسط وبلاد الشرق من ناحية، ولكونها كذلك مدينة البذخ والثراء والجاه،بفضل ما كان لها من نشاط تجاري وصناعي وعظمة اقتصادية من ناحية ثانية،ولكنها أيضا حاضرة العلم والمعرفة والفن ومركز الإشعاع الفكري والديني والثقافي من ناحية ثالثة.فقد حظيت بمكانه هامه بين المدن المطله علي ذلك البحر وبلاد الشرق،كما حازت شهرة كبيرة لما حققته من ثراء وجاه وعظمه اقتصاديه بفضل رواج تجارتها وتقدم صناعتها وما كانت تمثله من قوة اقتصادية كبيرة في تلك العصور،كما احتلت مكانها فريده بين مدن الدنيا قديما بفضل ازدهار علومها وفنونها،وكونها حاضره العلم والمعرفه،وهي الجوانب التي تدين لمكتبتها ومتحفها،والتي ارتقت بفضلها كثيرا،ونالت تلك المكانه الرفيعه بين مدن الدنيا في ذلك الوقت،فضلا عن ازدهار مدرستها التي زخرت بنشاط علمي وثقافي كبير،فلما انتصرت المسيحيه حظيت هذه المدرسة بشهره عظيمه في دراسات فريده،كانت محل الاهتمام في كل مكان ،فظلت الإسكندرية في القرن السادس الميلادي موطن الشعراء والأدباءوالفلاسفه والعلماء المبرزين في مختلف الفروع العلميه،وصار للإسكندريه مكانه مرموقه في تاريخ الآداب والعلوم والفنون الحضاره.ولقد استمرت الإسكندرية في العصر البيزنطي كما كانت في العصرين الروماني والبطالمي حاضرة البلاد،وأهم مدن القطر المصري،لأنها ظلت تحتفظ بعظمتها وفخامتها وما تميزت به من حركه عمرانيه فريده، وما كان لها من مواني عظيمه:ميناءين علي البحر المتوسط من ناحيه ،وميناء داخلي علي بحيره مريوط من ناحيه أخري،فلهذه الميزات ظلت الإسكندرية عاصمه لمصر واهم المدن في مصر البيزنطيه وأعظم المواني المطله علي البحر المتوسط.اشتهرت الاسكندريه بشوارعها الفسيحه المستقيمه والمتقاطعه مع بعضها البعض ودورها الجميله المؤلفه من طبقات عديده، والتي تعلوها ابراج شاهقه ، بالاضافه الى ما كان بها من آثار جميلةوأسوار منيعه،وما زخرت به ضواحيها من المنازل الجميلة والحدائق الغناء.وكان قصر الوالي البيزنطي يقع بشرق المدينه،يشرف علي الميناء الشرقي،وكان فيما مضي هو قصر ملوك البطالمه،ثم اتخذه من بعدهم الولاة الرومان مستقرا،وبالقرب من ذلك القصر يقع متحف الإسكندرية ومكتبتها،وكانا من مراكز النشاط الفكري والعلمي بالمدينه ومن مفاخر مدينه الإسكندرية،
وكان يفد الي المكتبه بالذات العلماء والفلاسفة وطلاب العلم من كل جهات العالم.ويمتد الشارع رئيسي يقطع المدينه من شرقها الى غربها وهو شارع تجاري عرف باسم شارع بلاتيا plateia،وسط الحدائق والأزهار، وتشرف علي هذا الشارع المدرسه التي اشتهرت باسم الجمباز،كما اصطف على جوائب هذا الشارع الحوانيت الكبيره التي شكلت سوق المدينه ومركز البيع والشراء فيها،كما ارتفع قوس النصر في الميدان الكبير الذي يتوسط المدينه،اما في ظاهر الاسكندريه وخارج الباب الشرقي،فكان يقع الملعب وميدان السباق، ودور اللهو والمسارح،وانبثت الحمامات العامه وصهاريج المياه المقامه على اعمده تحت الارض والتي صارت نموذجا لما شيد منها في القسطنطينيه
الإسكندرية في العصر البيزنطي