الرئيسيةاخبارنعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق
اخبارمقالات

نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق

نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد إن نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق ولذلك قدمت عليها في الآية الكريمة ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ” فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين، فالأول هو لأن إستتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن وإستتب ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فُقد الأمن، والثاني هو لأنه لا يطيب طعام.

ولا ينتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن، فمن من الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم؟ وقد سئل بعض الحكماء فقيل له ما النعيم ؟ قال الغنى فإنى رأيت الفقر لا عيش له، قيل زدنا، قال الأمن فإنى رأيت الخائف لا عيش له، قيل زدنا قال العافية فإنى رأيت المريض لا عيش له، قيل زدنا قال الشباب فإنى رأيت الهرم لا عيش له” ولأهمية الأمن ومكانته في الإسلام أعلاه العلماء منزلة أعظم من نعمة الصحة، فقال الرازي رحمه الله سئل بعض العلماء الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال الأمن أفضل، والدليل عليه أن شاة لو إنكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان، ثم إنها تقبل على الرعي والأكل ولو أنها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب فإنها تمسك عن العلف ولا تتناوله إلى أن تموت، وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف.

أشد من الضرر الحاصل من ألم الجسد” وقد ذكرت المصادر التاريخية عن مصرنا الحبيبة الكثير والكثير فقيل أنه أتى العدوان الثلاثي الغاشم يريد إجتياح مصر، وخرج المؤمنون بعقيدتهم وتوحيدهم يدافعون الدول الثلاث، خرجوا يهتفون مع صباح مصر “أخي جاوز الظالمون المدى، فحق الجهاد وحق الفدا، أنتركهم يغصبون العروبة، أرض الأبوة والسؤددا، فجرد حسامك من غمده، فليس له اليوم أن يغمدا، وسحقوا العدوان الثلاثي، وإندحر العميل الغادر الغاشم بنصر الله ثم بضربات المؤمنين، وكلكم يعلم أن العالم الإسلامي حارب إسرائيل ما يقارب أربعين سنة، فكانت مصر أكثر الأمة جراحا، وأعظمها تضحية وأكبرها إنفاقا وأجلها مصيبة، فهذه مصر قدمت آلاف وملايين الأبناء البررة المؤمنين، والدماء الذكية الطاهرة، والآراء الحكيمة السديدة.

فهذا الوطن الغالي مصر محل عبادتنا لربنا فيه مساجدنا ومدارسنا وجامعتنا وأهلنا وعلماؤنا وأموالنا حيث تعلمنا أمور ديننا ودنيانا، قدمت لنا ولغيرنا الكثير فكان لزاما علينا أن نؤدي واجبنا نحوه ونعرف أن أداؤنا للواجب ليس منة ولا تفضلا وإنما واجب ودين في رقبتنا نسأل عنه أمام الله تعالي نؤجر إن وفينا ونعاقب إن قصرنا، فمن حق الوطن علينا هو المحافظة على تديّن مصر ونشر الخير بين أبنائها، ومقارعة الفساد فيها فبلدنا قام على الإسلام، ويحكم فيه بالإسلام ، وأنظار الملايين من المسلمين تتجه نحو دين وتدين بلادنا، فالحرص على صفاء الإسلام ونقائه مسؤولية مشتركة بين الجميع حكاما ومحكومين، علماء ومعلمين، دعاة ومربين، ولا بد أن نعلم أن إشاعة الفكر المنحرف، والمناهج المستوردة بين أبناء وطننا خيانة عظمي لهذا الوطن.

فاللهم الطف بأهل مصر، اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك واحفظ بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم تول أهل مصر برعايتك، فاللهم احقن دمائهم، اللهم بدل خوفهم أمنا، اللهم ول عليهم خيارهم، اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم وسلم ذراريهم وأموالهم، ونسألك اللهم أن تعصم دماء المسلمين وأموالهم وأن تجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان تصرف عنهم شرارهم وجميع بلاد المسلمين، اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن يا رحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *