غباءٌ فادح بل عارٌ يجرّ خلفه الخيبة
بقلم الكاتبة : سلوي عبد الكريم
في زمنٍ اختلط فيه الحق بالباطل، برز قومٌ يظنون أن النفوذ يُشترى، وأن المكانة تُباع،وأن الاحترام يُنتزع بالأموال،ونسوا أو تناسوا أن المناصب تُحمل بالأمانة والشرف والنزاهة، لا بالأظرف المخفية والصفقات الملوّثة.
إلى كل من يشتري النفوذ بالرشوة ،اسمعوا هذا الصوت جيّدًا
النُّفوذ الذي يُهدى بالمال، لا يورث إلا الذل والهلاك. من يمد يده بالرشوة ليشتري طريقًا ليس له يزرع شوكًا في خطواته، ويهدم ما تبقى من صورته، ويُعلن إفلاسًا أخلاقيًا لا تُنقذه منه خزائن الأرض. كل رشوة تدفعها اليوم، سندٌ من نار يُكتب عليك غدًا، كل نفوذ اشتريته، هو سلطة زائفة تزول، وكل باب فتحته بالحرام،سيُغلق يومًا لا ينفع فيها الندم.
يا من تظن أن النفوذ يُباع ويُشترى، اعلم أن القوة التي تأتي بها الأموال قوة زائلة، وأن المكان الذي تبلغ إليه بالحرام،هو أول مكان سيُسقطك حين تنتهي المصالح وتنطفئ اللعبة. مهما أخفيت يدك التي تمتد بالمال، ومهما خبّأت الأوراق الملوّثة تحت الطاولات، فالرشوة لا ترفَعُك، فكل رشوةٍ تدفعها تُعرّيك تُسقطك من عين الله أولًا، ثم من عين الناس.تفضح جُبنك، وتهزم شرفك،وتكتب اسمك على لائحة الفساد.
إن النفوذ الشريف لا يحتاج رشوة، والقوي الحقيقي لا يُفكّر أن يشتري مكانه، فالاحترام يُنتزع بالحق لا بالمال، والرفعة يُرفعها الله لا دفتر شيكاتك تظن أنك قويًا بالنفوذ الذي تشتريه؟ يا لجهلك القوة ليست فيما تشتريه، بل فيما تستحقه. النفوذ ليس ورقة توقع ،النفوذ أن يقف الناس
لك احترامًا، لا خوفًا ولا طمعًا. إن أرادت المجد فالمجد يُصنع بعملٍ نافع، لابجيوب ملوّثة. أتعلم ما الفرق بينك وبين الشريف هو يسير مرفوع الرأس وأنت تمشي مُثقلًا بعارٍ لا يُمحى،عار الرشوة التي تشتري بها طريقًا، ظنًا منك أنه يُمهد لك المجد، وهو في الحقيقة يفتح لك باب السقوط، بالرشوة أنت لا تشتري سلطة،بل سقوطك ونظرة احتقار في عيون من يعرفون حقيقتك،
تشتري لعنة كل مظلوم أُغلق الباب في وجهه بسببك، تشتري نارًا تسعى إليها بقدميك،وتظن أنك في طريق الرفعة! أن تملك المال ولا تملك العقل، تلك مصيبة. وأن تملك المال وتوجهه إلى الحرام والرشاوى، تلك جريمة. أموال تُسكب في أوعية النجاسة، بينما الناس يصرخون من جوعٍ وحاجة لو كان في قلبه صدق أو نخوة، لجعل هذه الأموال في خدمة الناس بل في خدمة نفسه أولًا يطهّرها من الحرام، ينقذها من الهلاك، يجعل ماله شاهدًا له لا شاهدًا عليه.
ألا يرى كمية الخير التي كان يمكن أن يصنعها؟! كم بيتًا كان سيُعمر كم مريضًا كان سيشفى كم شابًا كان سيُنقذ من الضياع كم طفلاً يتيمًا كان سيجد يدًا تمسح دمعته؟ وكم من أموالٍ أُهدرت في شراء مواقف باطلة، ولو وُضعت في بناء مستشفى أو مدرسة أو مأوى… لارتفع بها شأن المجتمع، ولارتفع معها شأن صاحبها عند الله والناس. وكُتب أسمك على أبواب العطاء لا أبواب الفساد. لكنّ البعض اختار طريق الظل، لا طريق الضوء، اختار أن يشتري الوجوه، لا أن يكسب القلوب، أن يجمع النفوذ لا أن يجمع الأجر،
اخترت الأسوأ، أن تدفع لتصل،بدل أن تعمل لتصل.
أن تشتري الرؤوس بأموالك،بدل أن تكسب قلوبهم بأخلاقك. أستحلفكم بالله، كيف تستطيع ألسنتكم أن تُؤدّوا القَسَم،: “أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.”
كيف يمكن النطق بهذا القَسَم بالله يا من لا تخافون الله؟ وجودكم ملوّث، والله بريء منكم ومن هذا القَسَم الذي سيطيح بكم إلى قاع جهنم. وظنّك أن الرشوة باب يُفتح وهي في الحقيقة قبر يُحفر. يا لغباء من يدفع ثمنًا باهظًا في شيء رخيص فالحرام مهما لمع بضاعة خاسرة. ومهما كثرت أصفاره طريقه واحد إلى جهنم .
فاعتبروا… فالعمر قصير، والمال شاهد، والنية حَكَم، والله لا تخفى عليه خافية.
غباءٌ فادح بل عارٌ يجرّ خلفه الخيبة
بقلم الكاتبة : سلوي عبد الكريم
في زمنٍ اختلط فيه الحق بالباطل، برز قومٌ يظنون أن النفوذ يُشترى، وأن المكانة تُباع،وأن الاحترام يُنتزع بالأموال،ونسوا أو تناسوا أن المناصب تُحمل بالأمانة والشرف والنزاهة، لا بالأظرف المخفية والصفقات الملوّثة.
إلى كل من يشتري النفوذ بالرشوة ،اسمعوا هذا الصوت جيّدًا
النُّفوذ الذي يُهدى بالمال، لا يورث إلا الذل والهلاك. من يمد يده بالرشوة ليشتري طريقًا ليس له يزرع شوكًا في خطواته، ويهدم ما تبقى من صورته، ويُعلن إفلاسًا أخلاقيًا لا تُنقذه منه خزائن الأرض. كل رشوة تدفعها اليوم، سندٌ من نار يُكتب عليك غدًا، كل نفوذ اشتريته، هو سلطة زائفة تزول، وكل باب فتحته بالحرام،سيُغلق يومًا لا ينفع فيها الندم.
يا من تظن أن النفوذ يُباع ويُشترى، اعلم أن القوة التي تأتي بها الأموال قوة زائلة، وأن المكان الذي تبلغ إليه بالحرام،هو أول مكان سيُسقطك حين تنتهي المصالح وتنطفئ اللعبة. مهما أخفيت يدك التي تمتد بالمال، ومهما خبّأت الأوراق الملوّثة تحت الطاولات، فالرشوة لا ترفَعُك، فكل رشوةٍ تدفعها تُعرّيك تُسقطك من عين الله أولًا، ثم من عين الناس.تفضح جُبنك، وتهزم شرفك،وتكتب اسمك على لائحة الفساد.
إن النفوذ الشريف لا يحتاج رشوة، والقوي الحقيقي لا يُفكّر أن يشتري مكانه، فالاحترام يُنتزع بالحق لا بالمال، والرفعة يُرفعها الله لا دفتر شيكاتك تظن أنك قويًا بالنفوذ الذي تشتريه؟ يا لجهلك القوة ليست فيما تشتريه، بل فيما تستحقه. النفوذ ليس ورقة توقع ،النفوذ أن يقف الناس
لك احترامًا، لا خوفًا ولا طمعًا. إن أرادت المجد فالمجد يُصنع بعملٍ نافع، لابجيوب ملوّثة. أتعلم ما الفرق بينك وبين الشريف هو يسير مرفوع الرأس وأنت تمشي مُثقلًا بعارٍ لا يُمحى،عار الرشوة التي تشتري بها طريقًا، ظنًا منك أنه يُمهد لك المجد، وهو في الحقيقة يفتح لك باب السقوط، بالرشوة أنت لا تشتري سلطة،بل سقوطك ونظرة احتقار في عيون من يعرفون حقيقتك،
تشتري لعنة كل مظلوم أُغلق الباب في وجهه بسببك، تشتري نارًا تسعى إليها بقدميك،وتظن أنك في طريق الرفعة! أن تملك المال ولا تملك العقل، تلك مصيبة. وأن تملك المال وتوجهه إلى الحرام والرشاوى، تلك جريمة. أموال تُسكب في أوعية النجاسة، بينما الناس يصرخون من جوعٍ وحاجة لو كان في قلبه صدق أو نخوة، لجعل هذه الأموال في خدمة الناس بل في خدمة نفسه أولًا يطهّرها من الحرام، ينقذها من الهلاك، يجعل ماله شاهدًا له لا شاهدًا عليه.
ألا يرى كمية الخير التي كان يمكن أن يصنعها؟! كم بيتًا كان سيُعمر كم مريضًا كان سيشفى كم شابًا كان سيُنقذ من الضياع كم طفلاً يتيمًا كان سيجد يدًا تمسح دمعته؟ وكم من أموالٍ أُهدرت في شراء مواقف باطلة، ولو وُضعت في بناء مستشفى أو مدرسة أو مأوى… لارتفع بها شأن المجتمع، ولارتفع معها شأن صاحبها عند الله والناس. وكُتب أسمك على أبواب العطاء لا أبواب الفساد. لكنّ البعض اختار طريق الظل، لا طريق الضوء، اختار أن يشتري الوجوه، لا أن يكسب القلوب، أن يجمع النفوذ لا أن يجمع الأجر،
اخترت الأسوأ، أن تدفع لتصل،بدل أن تعمل لتصل.
أن تشتري الرؤوس بأموالك،بدل أن تكسب قلوبهم بأخلاقك. أستحلفكم بالله، كيف تستطيع ألسنتكم أن تُؤدّوا القَسَم،: “أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.”
كيف يمكن النطق بهذا القَسَم بالله يا من لا تخافون الله؟ وجودكم ملوّث، والله بريء منكم ومن هذا القَسَم الذي سيطيح بكم إلى قاع جهنم. وظنّك أن الرشوة باب يُفتح وهي في الحقيقة قبر يُحفر. يا لغباء من يدفع ثمنًا باهظًا في شيء رخيص فالحرام مهما لمع بضاعة خاسرة. ومهما كثرت أصفاره طريقه واحد إلى جهنم .
فاعتبروا… فالعمر قصير، والمال شاهد، والنية حَكَم، والله لا تخفى عليه خافية.

