الرئيسيةشعرالعين المشتعلة
شعر

العين المشتعلة

العين المشتعلة

العين المشتعلة

العين المشتعلة
مقتطف من رواية: إنسان مع العالم الآخر
للكاتب عبدالحميد أحمد حمودة

وقف أمام الباب الحجري، يحدّق في الرمز كأنه يبتلع بصره.
حاول أن يلمسه، لكن بمجرد أن اقتربت أصابعه، انبعثت منه حرارة هائلة جعلته يتراجع.
ومع ذلك، لم يبتعد، بل شعر أن الباب يناديه باسمه، وكأن آلاف الأصوات القديمة تتردّد داخله.

وفجأة، انفتح الباب ببطءٍ مرعب، صريره أشبه بزئير وحش ينهض من سباته.
انشقّ الظلام خلفه، لكنه لم يكن ظلامًا عاديًا، بل عاصفة دوّامة سوداء تتخللها ومضات حمراء كالبرق، وأصوات صرخات مكتومة تأتي من الأعماق.

مدّ خطوته الأولى داخله، فاهتزّت الأرض من تحته، وظهر أمامه مشهد لم يكن يتخيله قط:

ساحة حربٍ ممتدة بلا نهاية، سماءها حمراء كالدم، وأرضها متشققة تخرج منها ألسنة نار.
آلاف الكائنات الغريبة تتصارع؛ شياطين بأجساد هائلة، وجنّ مسلحون، وكائنات بأشكال لم ترها عين بشر.
كل ضربة سيف، كل زئير، كان كأنه يهزّ الكون كله.

وسط المعركة، لمح راية سوداء تتوسطها نفس العين المشتعلة التي رآها على الباب.
ارتجف قلبه، وأدرك أن تلك ليست مجرد حرب قديمة… بل معركة أبدية لا تنتهي، كانت تنتظر عودته هو بالذات.

بين هدير الأصوات، سمع النداء يتردّد من جديد، أعمق وأشدّ:

ــ أنت المختار لتكمل ما بدأه الأوّلون… فهل ستصمد، أم تُبتلع كما ابتُلع غيرك؟

شعر بيدٍ باردة توضع على كتفه، التفت… فإذا هي، عيناها يكسوهما بريق غامض، وجهها نصفه نور ونصفه ظل.
قالت بصوتٍ يتداخل فيه الصراخ والهمس:

ــ هذه هي البداية الحقيقية… لا مفرّ بعد الآن.

العين المشتعلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *