الرئيسيةمراه ومنوعاتعندما أخبرتك أني صبورة جدًا
مراه ومنوعات

عندما أخبرتك أني صبورة جدًا

عندما أخبرتك أني صبورة جدًا

الباحثة: جنان الخفاجي

عندما أخبرتك أنني صبورة جدًا، لم يكن ذلك وعدًا مطلقًا، بل رسمت حدودًا هادئة لقوة صمتي، ولصبر قلبي، لقدرتي على الاحتمال دون أن أفقد ذاتي.
لكن ما نسيت أن أخبرك به هو أن الصبر، مهما كان جميلًا، له نهاية، وأن الهدوء الذي يكسو أيامي ليس ضعفًا، بل قوة رقيقة تحمي كرامتي وكياني.

أخبرتك بأنني أجيد التخلي… نعم، حتى عن أعزّ اللحظات، وأنني أعرف كيف أنسحب بصمت كامل، وأترك خلفي من أحبّهم كغُرباء بعد أن كانوا أقرب ما يكون إلى قلبي.
أعرف جيدًا أن الحبّ والوفاء لا يساويان شيئًا حين لا يُقدَّران، وأن البقاء بين أشخاص لا يشبهونك أهون من أن أضيع نفسي في بحر لا ينتهي من التجاهل.

قلت لك مرارًا:
لا تراهن على قوة احتمالي…
لا تراهن على غفراني المستمر…
فالقلب أحيانًا يقسو فجأة، بلا إنذار، ويأبى الإنصات مهما كان صدقك في آخر محاولة.
فالصمت الذي تتجاهله أحيانًا، هو لغة القلب التي لا يفهمها إلا من يدرك قيمتها.

وكم مرة أخبرتك: إياك أن تستهين بصمتي…
إياك أن تظن أنني أضعف من اتخاذ قرار ضد رغبتي.
الصمت عندي ليس هروبًا، بل حماية للذات، وحفاظًا على كرامة الأيام، وحبًّا للنفس لا يساوم على قيمها.

الوحدة؟ نعم، مزعجة أحيانًا… لكنها، رغم كل شيء، أرحم من البقاء بين أشخاص لا يقدّرون قيمتك، ولا يروون عطشك، ولا يقدّرون دفء حضورك.

وهكذا… إذا رأيتني أنسحب، فاعلم أنني قد اخترت هدوئي قبل أن أضيع في صخب من لا يعرف قيمة الصمت، ولا قيمة القلب الذي أحبّ بصدق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *