الرئيسيةمقالاتأشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور
مقالات

أشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور

أشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور

أشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور

بقلم الكاتبة/ انتصار محمد صديق 

 

كنا نزرع الحب في كل خطوة، نسقيه بالتفاصيل الصغيرة، ونرويه بالضحكات المشتركة. لكننا لم نجد من يضع على جبيننا ليلًا من ذهب، بل وجدنا من هم أشد قسوة من أبي لهب. الحياة التي وعدتنا بالاعتراف قدمت لنا أقسى أنواع الإهمال، وكأن الظل الذي اعتقدناه ملاذًا تحول إلى فراغ لا نهائي.

لماذا يحدث هذا؟ هل لأننا توقعنا التقدير فجاء التجاهل؟ أم لأننا نحن من رسمنا صورًا وهمية لأشخاص لم يكونوا أبدًا كما تخيلناهم؟ ربما. لكن الألم يبقى ثابتًا: الإهمال لا يأتي من الغرباء، بل من أولئك الذين ملأنا حياتهم بالاهتمام.

تخيل نفسك واقفًا تحت شمس حارقة، تبحث عن ظل يقيك فتجد شخصًا مد يدك ليستند عليها، لكنه تركها تتدلى في الهواء، واختفى في ظل آخر. هذا ما حدث. أعطينا اهتمامنا لمن لا يراه، فكان جزاؤنا نسيانًا مُركبًا.

ألم يكن أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم؟ كان الأقرب، ومع ذلك لم يجد في دعوة ابن أخيه ما يستحق الوقوف. هكذا هم بعض البشر، أقرب الناس قد يكونون أشد إهمالًا.

هكذا حال من يغفل عن قلوب حوله، فيراهم مجرد تفاصيل تافهة.

لكن هل يعني هذا أن نغلق أبوابنا؟ لا. الحياة لا تُقاس بمن أهملكم، بل بمن رأى ضعفك فأضاء له شمعة.ابحث عن الذهب الحقيقي: الأشخاص الذين يرون تفاصيلك الصغيرة ويحتفلون بها، وليس الذين يختفون في أول صمت.

كيف نتعافى

لا تضع كل قلبك في سلة واحدة: وزع اهتمامك، لكن بوعي.

ابحث عن من يقدرك: أحط نفسك بمن يرى قيمتك دون أن تُذكرها.

سامح، لكن لا تُهمل نفسك: سامح من أهلكوك، لكن لا تسمح لهم بالعودة.

تذكر قيمتك: انت لست ظلًا يُنسى، أنت نور يستحق أن يُضاء.

لم نُتوج بالذهب، لكننا اكتسبنا درسًا: الظل الذي يقيك حر الإهمال ليس بالضرورة أن يكون أقرب الناس، بل من يرى وجودك في كل تفصيل. لا تحزن على من تجاهل، بل افرح بمن بقي. وإن لم تجد أحدًا، يُوجَد الله.هو من سيُلبسك تاجًا من نور يوم تُرفع الأقنعة.

لم نجد التقدير، لكننا وجدنا أنفسنا في عتمة الإهمال، فأصبحنا ألماسًا لا يُطفأ.

أشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور

أشباح الإهمال: حين يختفي الاهتمام من أقرب الجذور

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *