قوة الصمت وفن الرد
رسالة الدكتورة أماني الحديدي: قوة الصمت وفن الرد
القاهرة :الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
تعتبر الدكتورة أماني الحديدي، المدرس المساعد بقسم القانون العام ومنسق الأنشطة الطلابية بكلية الحقوق في جامعة المنصورة، نموذجًا يُحتذى به في عالم التعليم والأكاديميا. تتميز بشخصيتها القوية وقدرتها على التعامل مع التحديات بطريقة مهنية وفكرية. في عالم مليء بالآراء المتباينة والانتقادات، تبرز أهمية الصمت كوسيلة للتعبير عن القوة والاحترام.
فلسفة الصمت
يقول البعض إن “ليس كل الناس تستحق أن ترد عليهم”، وهذا يظهر بوضوح في رؤية الدكتورة أماني. فالصمت في بعض الأحيان هو أبلغ من الكلام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الجهل أو الأحمق. فهي تؤمن بأن الرد على الأشخاص غير الجادين أو المتعصبين قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها.
فالفيلسوف العربي قديمًا قال: “قالو سكت وقد خوصمت، قلت لهم إن الجواب لباب الشرح مفتاح”. هنا، تعكس هذه الحكمة أهمية التفكير قبل الرد، حيث أن الصمت يمكن أن يكون بمثابة درع يحمي الشخص من النزاعات غير المجدية.
قوة الصمت
تعتبر الدكتورة الحديدي أن الصمت ليس مجرد غياب للكلام، بل هو أداة فعالة للتفكير والتأمل. فهي تدرك أن الردود العاطفية أو المتسرعة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، بينما يمكن للصمت أن يمنح الشخص الوقت لتقييم الموقف وفهمه بشكل أفضل.
كما تشير إلى أهمية الصمت في صون العرض والإصلاح، حيث أن بعض المواقف تتطلب منا التراجع والتفكير في كيفية التعامل معها بدلاً من الانخراط في مجادلات. تُبرز هذه الفكرة من خلال قولها: “أما تري الأسد تخشي وهي صامته، والكلب يخسي لعمري وهو نباح”. هنا، يقارن بين القوة الحقيقية التي تأتي من الصمت والضوضاء التي لا تعبر عن أي قيمة.
تطبيقات على الحياة العملية
في مجال التعليم، تُظهر الدكتورة أماني كيف يمكن لفلسفة الصمت أن تُطبَّق في الفصول الدراسية. فهي تشجع طلابها على التفكير النقدي وتطوير مهاراتهم في الحوار، ولكنها أيضاً تذكرهم بأهمية اختيار المعارك بعناية. فليس كل انتقاد يحتاج إلى رد، وليس كل رأي يستحق المناقشة.
تُعتبر رسالة الدكتورة أماني الحديدي دعوة للتفكير في كيفية تعاملنا مع الآخرين وكيفية اختيار الردود المناسبة. فالقوة الحقيقية تكمن في القدرة على الصمت في وجه الجهل والتعصب، وفي الوقت نفسه، القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح عندما يكون ذلك ضروريًا. من خلال فلسفتها، تُعلمنا أهمية التوازن بين الكلام والصمت، وكيف يمكن للصمت أن يكون سلاحًا قويًا في مواجهة التحديات.
قوة الصمت وفن الرد
