Uncategorized

التلطف فـي تعليم الطالبات

التلطف فـي تعليم الطالبات 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

التلطف فـي تعليم الطالباتالتلطف فـي تعليم الطالبات

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد روي عن جابر ين عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تدعوا علي أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجاب لكم” وكما ينبغي ربط قلب الولد بالله عز وجل لتكون غايته مرضاة الله والفوز بثوابه. 

 

وهذا الربط يمكن أن تبثه الأمهات بالقدوة الطيبة والكلمة المسؤولة والمتابعة الحكيمة والتوجيه الحسن، وتهيئة البيئة المعينة على الخير، حتى إذا كبر الشاب المؤمن تعهد نفسه، فيتوب عن خطئه إن أخطأ ويلتزم جادة الصواب، ويبتعد عن الدنايا، فتزكو نفسه ويرقى بها إلى مصاف نفوس المهتدين بعقيدة صلبة وعبادة خاشعة ونفسية مستقرة وعقل متفتح واعي وجسم قوي البنية، فيحيا بالإسلام وللإسلام ويستسهل الصعاب ويستعذب المر، ويتفلت من جواذب الدنيا متطلعا إلى ما أعده الله للمؤمنين المستقيمين على شريعته، وعلى معلمتنا المسلمة أن تنضبط بتعاليم الشرع، ولا تستهين بمخالفته مهما بدت المخالفة بسيطة، فإن ذلك السوء ينطبع في نفس الجيل ويصعب بعد ذلك إزالته، وأن تكون حسنة المظهر وتهتم بحسن هندامها بإعتدال.

 

فالمظهر الأنيق يعطي نتائج إيجابية في نفس الطالبة فتحترم معلمتها، ويعين ذلك على العمل بنصائحها، والعكس صحيح، وأن تركز على أن يعتاد الجيل الإهتمام بالجوهر لا المظهر، مع الإبتعاد عن توافه الموضات المتجددة، وليس من الإسلام أن تكون أحاديث طالبات المدارس مقتصرة على زي المعلمة وتسريحة شعرها، وجمال فستانها، وهاتفها الظاهر للعيان، وأن تتحلى بمكارم الأخلاق التي يدعو لها الدين وخصوصا الصـبر، فتحسن التلطف فـي تعليم الطالبات مما يجعلهن بعيدات عن التجريح والتشهير، فتكون بحق داعية بالحكمة والموعظة الحسنة عملا بقـوله تعالى ” ادعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن “

 

والمعلمه الحكيمة تنوع في الطريقة التي تخاطب بها طالباتها حسب مقتضى الحال، وحسب سن الطالبات، ولا يفوتها أن التعامل الطيب الحنون يجذب الطالبات إليها وإلى المبادئ التي تنادي بها وليس من الدين الجفاف في المعاملة أبدا، فالمعلمة كالأم الرؤوم تتعاطف مع تلميذاتها وتشفق عليهن وتشجع المجيدة منهن، ولتذكر أن نتائج التشجيع والمدح أفضل من التوبيخ والتقريع، فتشحذ همة طالباتها نحو الخير ببث الثقة في أنفسهن، وتحبيبهن بالفضائل دون أن تثبط عزيمتهن، وإن إحتاجت إلى عقوبتهن أو تنبيههن يوما مّا فلتجعل الطالبات يشعرن أن العقوبة إنما هي لأجل مصلحتهن، ولو كانت بشكل غير مباشر، فإن ذلك أشد تأثيرا ولتشعرهن أنها حريصة عليهن وعلى سمعتهن ومستقبلهن.

 

ولتربط توجيهاتها بالدين وسلوك السلف الصالح، ليصبح الدافع الأساس في أعمالهن هو الدين لا المصلحة ولا المجتمع وكل ذلك بإعتدال من غير مبالغة لئلا يؤدي إلى نتائج عكسية، ولتكثر المعلمة من ذكر نماذج نساء السلف الصالح في الأجيال الخيّرة حتى تبتعد الأجيال الجديدة عن الانبهار بنساء الغرب المنحلّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى