
رمضان فرصة للتجديد
كتب/على محمد جمال
جريدة موطني
شهر رمضان من مدارس الاسلام الكبرى التى خرجت رجالا وصنعت أبطالا على مدار التاريخ فلقد عنى الاسلام عناية كبيرة بهذه المدرسة التربوية فجعل هدفها الأسمى تربية أجيالا يعرفون الله ويقفون على حدوده ويقيمون شعائره وشريعته فجعل الصفة الجامعة لهم هى تقوى الله وهى الغاية التربوية الكبرى لهذه المدرسة فقال الله جل شأنه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
لقد جعل الله صيام رمضان فريضة وقيام ليله تطوعا حتى تتهيأ النفوس وتتطهر القلوب وتخشع الافئدة فينتهز العبد هذه الفرصة ليطور من نفسه ويغير ذاته وينتقل من المعصية إلى الطاعة ومن الجحود والنكران الى الايمان والتسليم ومن الجريمة إلى الالتزام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يا أيها الناس توبوا إلى الله فأنى اتوب اليه فى اليوم مائة مرة ”
فشهر رمضان فرصة للمسلم أن يراجع نفسه وأن يتجاوز عن سلبياته وان يزيد من ايجابياته
وخصوصا أن هذا الشهر تصفد فيه الشياطين ومردة الجأن وتعلق ابواب النار فلم يفتح منها باب وتفتح أبواب الجنة فلم يغلق منها باب فشهر كله روحانيات وتعاون بين أفراد الأسرة والمجتمع على البر والتقوى وخصوصا أن الجميع يلتقى على مائدة واحدة وفى وقت واحد وأن الجميع يحرص على أداء الصلوات فى جماعة وان كل واحد يحرص على أن يتحلى بالاخلاق الحسنة مصداقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال “الصيام جنة فأذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق فأن سابك أحد أو جهل عليك أحد فقل انى صائم انى صائم ”
وهذا رسول الله يوضح أن الأساس الاخلاقى الذى تبنى عليه عبادة الصيام هو التحلى بالصدق والأمانة وترك الكذب وقول الزور فيقول “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه»
ففى رمضان يتعلم المسلم الصبر فلم يتجلى الصبر فى عبادة كما تجلى فى الصيام فالصوم نصف الصبر
كما نتعلم من رمضان ضبط النفس وكف الغضب وكبح جماح النفس فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ”
فنتعلم من رمضان الرفق فما كان الرفق فى شئ الا زانه وما نزع من شئ الا شأنه فرمضان مدرسة فى تعليم التحكم فى الرغبات والنزوات وكبح الشهوات فالمسلم يترك فى نهار رمضان طعامه وشهواته التى احلها الله له ليربى فيه الإرادة والعزيمة لترك ما حرمه الله
فرمضان فرصة العمر للتجديد والتغيير فالصيام يغير حياة المسلم والقرٱن يهذب سلوكه ففى رمضان تغيرت الكثير من امورنا وخصوصا العلاقة بين العبد وربه فيتقرب العبد لربه فأحرصوا على هذا التغيير لترتقوا وحافظوا على هذا القرب من الله
فرمضان فرصة لمن هجر القرأن ان يعود إليه ولمن ترك الصلاة ان يحافظ عليها
رمضان فرصة للتغيير لمن يأكل الحرام من خلال الربا أو التلاعب فى البيع والشراء اوبيع المحرمات أن يتركه فايما جسم نبت من الحرام فالنار اولى به
رمضان فرصة لمن ابتلى بالادمان سواء التدخين أو المخدرات أو القمار أو السرقة أو الاسراف فى التسوق أو مشاهدة المواقع الاباحية أو ارتكاب الأفعال الجنسية المحرمة أن يقلع عن هذه المعاصى وتلك الجرائم والإرادة التى تجعل الإنسان يصوم من مطلع الفجر حتى غروب الشمس لا نظنها ان تعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية استعن على كل ذلك بالله فما النصر سوا صبر ساعة
كتبه على محمد جمال
رمضان فرصة للتجديد