مقالات

أرض شهدت نزول الألواح على نبي الله موسى

أرض شهدت نزول الألواح على نبي الله موسى
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم اما بعد إن أرض سيناء المباركة قد شهدت نزول الألواح على نبي الله موسى عليه السلام، وأقام نبي الله موسى عليه السلام في طور سيناء أربعين يوما صائما، قائما، مناجيا ربه، وبعد تمام الأربعين، أنزل الله عليه الكتاب المقدس التوراة وقد قال سبحانه وتعالي ” إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور ” وقيل كان هذا الكتاب على ألواح من زبرجد أخضر من ألواح الجنة، وفيها أحكام الله سبحانه.

التي تنظم أمور البشر دينهم ودنياهم، وكما شهدت أرض سيناء العهود والمواثيق التي أخذها الله على بني إسرائيل، وشهد جبل الطور إعطاء العهد والميثاق على بني إسرائيل وفيه رفع الله جبل الطور فوق رؤوسهم فسجدوا لله تعالى رعبا وهم ينظرون إلى الجبل المرفوع فوقهم كأنه ظلة وفى ذلك الموقف الرهيب أخذ الله عليهم العهد والميثاق، وكما شهدت أرض سيناء نزول الوصايا العشر على نبي الله موسى عليه السلام، وعلى أرض سيناء تلقى موسى علية السلام الوصايا العشر من ربه سبحانه وتعالى والقاضية بوحدانية الله عز وجل والجامعة لدروس الآداب الدينية، وكانت الوصايا العشر في الآيات الثلاث التي قبل هذه الآيات من حجج الله الأدبية على حقية دينه القويم ووجوب إتباع صراطه المستقيم، وقفى بها على ما قبلها من الحجج العقلية على أصول هذا الدين.

ودحض شبهات المعاندين والممترين، ولما كملت بذلك حجج السورة وبيناتها حسن أن ينبه هنا على مكانة القرآن في جملة من الهداية ووجوب اتباعه وإعذار المشركين بما يعملون به أنه لن يكون لهم عذر عند الله تعالى على ضلالهم بالجهل وعدم إرسال رسول إذا هم لم يتبعوه، وقد افتتح هذا التنبيه والتذكير والإعذار بذكر ما يشبه القرآن في شرعه ومنهاجه مما إشتهر عند مشركي العرب، وهو كتاب موسى عليه السلام فقال عز وجل ” ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ” وقد سبق في هذه السورة وغيرها الجمع بين ذكر التوراة والقرآن للتذكير بالتشابه بينهما لأن العرب كانوا يعلمون أن اليهود المجاورين لهم أهل كتاب اسمه التوراة، ولهم رسول اسمه موسى وأنهم أهل علم وشريعة.

وكان بعض عقلائهم يتمنى لو يؤتى العرب مثلما أوتي اليهود ويقولون إنه لو جاءهم كتاب مثل كتابهم لكانوا أهدى منهم وأعظم إنتفاعا لما يعتقدون من إمتيازهم عليهم بالذكاء والعقل وعلو الهمة، ولقد شهد أرض سيناء المباركة الحروب الصليبية، فخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين، ولقد إرتبطت سيناء بحكايات عديدة في ملحمة الحروب الصليبية، نكتفي بمثال واحد يتناول قصة الصليبي المتوحش المدعو ” أرناط” وهي قصة ملؤها الإثارة والعنف، وكان هذا الرجل الشيطان واحدا من صغار الأمراء ومن أصول إجتماعية غامضة حار فيها المؤرخون الصليبيون أنفسهم وكان يفتقر إلى أبسط قواعد الخلق بصورة فجة، فلم يكن يحفظ عهدا ولا ذمة، وكان أميرا على الكرك في شرق الأردن مما شكل تهديدا خطيرا على القوافل بين مصر والشام عن طريق سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى