أعمارنا الخضراء
بقلم /السيد شحاتة
الكثيرون منّا يمرون بمراحل متعددة في حياته تجعله يحب ان يعيش الحياة وأخري تجعل اليأس رفيقا له بالحياة
فلابد ان يعلم كل انسان كيف يعيش ما بقي له من العمر فالحياة لن تدوم طويلا فهناك اشياء لابد للانسان ان يدركها ويدرك بانها لن تدوم طويلا بحياته فشبابه وقوته التي يتباهى بها اليوم غدا سيفقدهم حتما
لذا تمسكوا بأعماركم الخضراء
أحرصوا على ان لا تغادروا الحياة دون ان تمروا هذه المرحلة الجميلة من العمر
فالعمر الاخضر هو المرحلة الأجمل في حياتنا المرحلة التي قد تعادل العمر بأكمله
وليس بالضرورة أن يكون العمر الأخضر هو أول العمر أو منتصفه فقد يبدأ العمر الأخضر في المرحلة الأخيرة من العمر
المرحلة التي نترقب فيها إسدال الستائر وإطفاء المصابيح واغلاق الأبواب
فالحب قد يأتي في آخر محطات العمر والأحلام قد تتحقق في آخر مراحله والشمس قد تشرق في أواخره والورود قد تزهر في خريفه
ففي خريف العمر قد تنبت حكاية حب صادقة وقد تتحقق أمنية أرسلناها إلى السماء
فالعمر الأخضر قد يبدأ حين نظن أن النهاية قد اقتربت والأمطار قد تهطل حين نظن ان الشتاء قد مضى
ولابد وأن يدرك العائدون بعد فوات الأوان ليتهم لا يعودون أبدا
فهم أغبياء حين يظنون أن الثقة المكسورة قد تتجدد بوعد ملون مزيف منهم
وأن كلمة منهم ستعيدنا إلى الفصل الأول من الحكاية ستعيدنا إلى العمر الأخضر الذي أشعلوا فيه المحرقة
أو إلى الطريق الذي أفلتوا فيه أيادينا تحت صقيع البرد ومضوا بعيدا
زماننا الذي كان ولى زمان أشيائنا البيضاء انتهى وأحلامنا التي رسمناها تلاشت
أغبياء هم قد يملكون قدرة العودة لكنهم أبداً لا يملكون إعادة الزمن إعادة التفاصيل السابقة
فلا تعودوا أيها الغائبون فعودتكم ناقصة فرح فات أوان الشعور فات أوان اللهفة وأوان كل شيء به
أعمارنا الخضراء