أهمية رضا الله وتجاهل ضغوط الناس
محمود سعيدبرغش
في عالم مليء بالتحديات والضغوط الاجتماعية، يواجه العديد منا صراعًا داخليًا بين محاولة إرضاء الآخرين وتحقيق رغباتهم وبين الرغبة في إرضاء الله وتحقيق النجاح الحقيقي. وكم هو صعب أن نعيش في ظل هذه التناقضات التي تجعلنا أحيانًا ننسى أن السعي وراء رضا الناس قد يكون بداية الطريق إلى الوجع والخسارة.
الناس بطبيعتهم متفاوتون في آرائهم وتوقعاتهم. قد تحاول أن تكون في أفضل حال لترضى الجميع، ولكن في النهاية، لا يمكن أن تنال رضا الجميع. الحقيقة المرة هي أن رضا الناس أمر مستحيل، مهما بذلت من جهد أو تنازلت عن حقوقك. إن محاولة إرضاء الآخرين قد تؤدي إلى الإضرار بنفسك، حيث تجد نفسك مجبرًا على تقديم تنازلات متتالية حتى تفقد هويتك، وتصبح مشغولًا بهموم الآخرين على حساب راحتك النفسية والروحية.
إن السعي وراء رضا الله وحده هو الحل الحقيقي. فالله وحده هو الذي يعرف نوايا الناس، وهو الذي يضع لنا الطريق الصحيح الذي نحتاجه. في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تشدد على أن العمل الصالح لله هو الذي سيظل. يقول الله تعالى في سورة الشعراء: “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”. هذه الآية تذكرنا بأننا عندما نعمل من أجل رضا الله، فإن ذلك هو ما سيبقى ويثمر في الآخرة.
لا شك أن العائلة والأصدقاء هم جزء مهم من حياتنا، ولكن لا ينبغي أن نسمح لهم بأن يكونوا عبئًا علينا يضغطون علينا لتحقيق توقعاتهم، في حين نغفل عن حقوقنا وواجباتنا تجاه أنفسنا وتجاه الله. إننا بحاجة إلى التوازن بين العطاء للآخرين والاعتناء بأنفسنا، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن رضا الله هو الذي سيحملنا في النهاية إلى النجاح والسعادة الحقيقية.
الخلاصة هي أن الإنسان يجب أن يحرص على رضا الله أولاً، لأن هذا هو ما سيضمن له التوفيق في الدنيا والآخرة. وأما الناس، فإرضاءهم لا ينتهي، ولن يرضوا مهما فعلت. فلنعمل جاهدين على أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نعيش وفقًا لمبادئنا الإيمانية، ونعمل على بناء علاقة قوية مع الله، فهو الذي يمدنا بالقوة والراحة التي لا تأتي من أي مصدر آخر.
أهمية رضا الله وتجاهل ضغوط الناس
