تفجر القتال في السودان بصورة مفاجئة هذا الشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع،
جريدة موطني
إخوة أعداء في ساحات القتال وجه حزين من ازمة السودان
كتبت شمس الحلو
تفجر القتال في السودان بصورة مفاجئة هذا الشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع،
وعلى وقع الصدمة ارتبكت الحسابات واختلت الأوضاع بالنسبة لعائلة محمد جالي المقيمة في منطقة دارفور الصحراوية الشاسعة،
التي أصبح أحد أبنائها يقاتل في جانب والآخر يقاتل مع الخصم.
صحيح أن الشقيقين لا يقاتلان في الوقت الحالي في المكان نفسه،
لكن الأسرة تخشى أن تدفعهما الحرب في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة بالسلاح.
وعبر محمد جالي، الذي يعمل في بنك، عن شعوره بالمرارة لأن أحد أشقائه مع الجيش والآخر مع قوات الدعم السريع ولأن كليهما على الخطوط الأمامية.
وتضرع محمد إلى الله بأن يحفظ شقيقيه وأن يعودا إلى المنزل سالمين،
وعبر جالي عن كراهيته للحرب التي اندلعت فجأة في 15 أبريل.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد أحداث عام 2021،
لكنهما اختلفا هذا العام حول الانتقال السياسي والدمج المزمع لقوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية.
ولا يتفوق على قلق الأسرة على الأخوين إلا القلق على الوالد ضعيف الصحة ويخشون من وصول أنباء سيئة إليه.
وكان مصعب جالي قد أخبر الأسرة في البداية بأنه في الفشقة، بعيدا عن ساحات القتال، لكنه قال لاحقا بأنه كان في نيرتتي في ولاية شهدت بعض الاشتباكات.
ويقاتل يعقوب، وهو الشقيق الآخر، في صفوف قوات الدعم السريع وقال إنه في قلب ساحات القتال.
ونظرا لعدم إمكانية التواصل بسهولة مع يعقوب، لم تتمكن الأسرة على مدار أيام من إبلاغه بوصول مولوده الجديد.
وطلب محمد جالي من يعقوب الابتعاد عن الخطوط الأمامية،
لكن يعقوب قال إن ذلك سيكون عملا مخزيا وخذلانا لرفاقه، وقال محمد جالي إنه يعتقد أن ما يفعله “منطقي ووطني”.
ويخشى محمد جالي بشدة أن تحدث بين شقيقيه مواجهة، فيما تشعر الأسرة بقلة الحيلة أمام هذا.
وكتب محمد على صفحته على فيسبوك: “أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا”.