Uncategorized

إدمان الهواتف الذكية وخطره على المجتمع

 

كتب محمود مطاوع

مراسل سوهاج

أصبحت الهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي تسهل عملية التواصل، وتوفر لنا معلومات وخدمات لا حصر لها بنقرة زر واحدة. ومع ذلك، فان الاستخدام المفرط لهذه الاجهزة قد تحول إلى نوع من الإدمان الذي يشكل خطرا حقيقيا على الأفراد والمجتمع باسره.

 

إدمان الهواتف الذكية هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بحاجة دائمة لاستخدام الهاتف دون هدف محدد، وقد يصل به الأمر إلى فقدان القدرة على التركيز أو النوم، والانشغال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات. ومع الوقت، قد يفضل الشخص العالم الرقمي على التواصل الواقعي، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وتدهور العلاقات الأسرية.

 

من أبرز الأضرار النفسية لهذا الإدمان، القلق والتوتر والاكتئاب، خاصة عند فئة الشباب والمراهقين. كما يضعف التحصيل الدراسي والأداء الوظيفي بسبب قلة التركيز والانشغال المستمر بالهاتف. أما من الناحية الجسدية، فقد تظهر مشكلات مثل آلام الرقبة والظهر، وضعف النظر، نتيجة النظر المطول إلى الشاشة.

 

ولا يقتصر الضرر على الفرد فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع ككل. فالعلاقات الاجتماعية أصبحت أضعف، وقلّ التفاعل الإنساني المباشر، ما أثّر على الترابط الأسري والمجتمعي. كما أصبح كثير من الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية بشكل مفرط دون رقابة، مما يهدد نموهم الذهني والعاطفي،فاصبحنا مجتمع يدمن الواقع الافتراضى ويحاول بكل ما اوتى من قوة الابتعاد عن عالمه الحقيقى حتى مات الابتكار والابداع فى زمن طغى فيه الذكاء الاصطناعى .

 

ولمواجهة هذه الظاهرة، يجب نشر التوعية بمخاطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، وتوجيه الناس نحو الاستخدام المعتدل والواعي. كما يمكن الاستفادة من التطبيقات التي تحدد وقت استخدام الهاتف، وتشجيع المشاركة في الأنشطة الواقعية مثل الرياضة والقراءة واللقاءات العائلية.

 

في النهاية، التكنولوجيا أداة مفيدة إذا أحسنا استخدامها، لكن الإفراط في استخدامها يحولها إلى خطر حقيقي. فالتوازن هو الحل الأمثل للحفاظ على صحتنا النفسية والاجتماعية، وضمان تماسك المجتمع وسلامته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى