الدكروري يكتب عن إمتناع بعض الفتيات عن الزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن التيسير في تكاليف الزواج وكما حذرت عن المغالاة في تكاليف الزواج، وإلي العزوف عن الزواج والعنوسة، وإذا نظر المسلم إلى أسباب تلك العنوسة، ربما يتوسل إلا أن وسائلها هو امتناع بعض الفتيات عن الزواج، بأي سبب بدعوى إكمال مراحل التعليم كلها من أولها إلى آخرها، فتظن بعض الفتيات أن زواجها يعيقها عن التعليم، ويحول بينها وبين مراحل التعليم العليا، وهذا تصور خاطئ، فإن زواجها لن يكون عائقا عن دراستها، ولا حائلا بينها وبين التحصيل العلمي، بل قد يكون سببا في إقبالها وتحصيلها لو كانت تعقل، لكن للآسف الشديد قد تصغي أذان الأمهات أو الآباء أو الأخوان إلى هذا الرأي فيزهدون لها الزواج، ويقولون أكمل الدراسة.
ولو مضى ثلاثة عقود من عمرك أو أكثر فهذا كله من الخطأ، الذي ينبغي للأخوات أن ينتبهنا لذلك، وإن من أسباب العنوسة وللآسف الشديد هو تطور النفقات الزوجية والمبالغات إمّا في المهور تارة، وإمّا في الولائم والالتزامات التي شقيا بها الكثير، إن غلاء المهور، وتكاليف الزواج عموما قضية وللآسف الشديد، قضية واقعية، لكننا لم نقدم حلول لها، ولم نسعى في تخفيفها، وكل مسئول عنها من صغير وكبير، لكن من يقتدى به، ويتأسى به، يجب أن يكون موقف مشرف في هذه الأمور لأن هذه التكاليف قد تحول بين كثير من شبابنا وبين الإقدام على الزواج، لا سيما إذا قل الصبر وضعف الإيمان، وعظمة المغريات، فقد يشتغل بالمغريات والملهيات تصده عن هذا الواجب العظيم.
بالانغماس بالملذات والشهوات المحرمة، فلا بد للأمة في النظر في هذه القضية نظرة عدلٍ وإنصاف من غير مُبالغة، الإسلام دعا إلى الزواج، وإعلانه، ورغب فيه، وحثَّ على الوليمةِ، وقال:” أوْلم و لو بشاة”، كُلُ هذا بحق وعدل، لكن يجب أن يكون بالوسط الذي ينبغي يستطيع الغالب أن يتخطاه، فهي قضيةٌ شائكة لا يحلُّها بتوفيق الله إلا جُهود ذوي التقى والخير والنوايا الصالحة، فاتقوا الله، فكم فسددت من بنات؟ بسبب تأخير زواجهن وهذا ما أشر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا أي تزوجوا الكفء إذا جاء تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” وفي رواية “وفساد عريض” وذلك لأن الأعراض تضيع لأن الفتاة لابد لها من زوج.
لابد من تنفيذ ما فيها من الرغبة إلى الرجال إما عن طريق الحلال وإما عن طريق الحرام فإذا فاتها الحلال صارت عرضة للتماس الحرام لاسيما والمغريات كما تعلمون في وسائل الإعلام وفي وسائل الاتصالات وفي الاختلاط بين الفتيات في المدارس والكليات وغيرها فإن ما يذكر عن تجمع الفتيات يندا لها الجبين مما يجري بينهن من الفتنة والشرور وما يلقى لهن من قبل السفهاء ما يلقى إلهن من محادثات واتصالات ورسائل وغير ذلك أنتم غافلون عن بناتكم ما تدرون ماذا يحصل لهن، فتقوا الله، وبادروا بتزويج الفتيات قبل أن يفوت الأوان ويحصل الخسران، ولا تستطيعون بعد ذلك تدارك ما فات، فاتقوا الله في بناتكم وفي مولياتكم.
إمتناع بعض الفتيات عن الزواج