الرئيسيةمقالاتالإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم
مقالات

الإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم

الإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم

الإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فتح باب التوبة للمذنبين، ووعد بحسن العاقبة للصادقين، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن العلم والتعليم وعن دو المعلم، وكما ذكر أيضا أن الإستعانة بما يشاهده الناس ويقع تحت متناول حواسهم أسلوب يعين أكثر على الفهم، ويسهل عملية التعليم بشكل أسرع، ويساعد على فهم المراد، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، 

 

ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ” رواه البخاري، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك، ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة ” رواه البخاري، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذي من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، 

 

وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ” رواه البخاري، وقد ورد في أحاديث كثيرة أن الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم إستخدم أصابعه عند تعليمه أصحابه رضي الله عنهم في إشارات تعليمية هادفة، فتارة يستخدم إصبعا واحدا، وتارة أخرى يستخدم إصبعين، وثالثة يستخدم ثلاث أصابع، وحينا يشير بأربع، وحينا آخر يستخدم أصابعه الخمس، وفي كل مرة تحقق إشارته هدفا تعليميا من زيادة وضوح معنى، إلى إثارة إنتباه، إلى ترسيخ فكرة ومن تلك الأحاديث هو حديث ” والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيى بالسبابة في اليم فلينظر بم ترجع ” ويحيى أحد الراوة، واليم هو البحر، ففي هذا الحديث نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم وسيلة الإشارة الحسية التي يرتبط فيها المفهوم المجرد بشيء ملموس وهو هنا إصبع. 

 

ولا شك أن ذلك أشد وقعا في نفوس الحاضرين من مجرد القول “إن الدنيا لا تساوي شيئا بالنسبة للآخرة” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ” وإن هذه الحركة منه، أبلغ في إيصال المعنى المقصود إلى أذهان الحاضرين من مجرد القول “إن من عال بنتين حتى تبلغا يكون قريبا مني يوم القيامة” وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” بعثت أنا والساعة كهذه من هذه أو كهاتين وقرن بين السبابة والوسطى ” فإشارته بإصبعيه لبيان قرب مبعثه من قيام الساعة لها من الوضوح والوقع والثبات في الأذهان أشد من القول ” بعثت قرب الساعة ” بارك الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قد قلت ما قلت، إن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفّارا.

الإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم

الإستعانة بما يشاهده الناس في التعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *