Uncategorized

التحذير من عواقب إتباع الزيغ والضلال

التحذير من عواقب إتباع الزيغ والضلال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنّته، وحذّر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالي، ثم أما بعد ذكرت كتب المصادر الإسلامية وكتب الفقه الإسلامي الكثير عن الخوارج، وقال الحافظ ابن عبد البر كان للخوارج تأويلات في القرآن، ومذاهب سوء مفارقة لسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الذين أخذوا الكتاب والسنة عنهم، وتفقهوا معهم، فخالفوا في تأويلهم ومذاهبهم الصحابة والتابعين، وكفروهم، وكفروا المسلمين بالمعاصي، وإستحلوا بالذنوب دماءهم. 

 

وكان خروجهم فيما زعموا تغيير للمنكر، ورد الباطل، فكان ما جاءوا به أعظم المنكر، وأشد الباطل إلى قبيح مذاهبهم، ولم يكن يتجاوز القرآن حناجرهم ولا تراقيهم، لأنهم كانوا يتأولونه بغير علم بالسنة المبينة، فكانوا قد حُرموا فهمه، والأجر على تلاوته، فلا ينتفعون بقراءته كما لا ينتفع الآكل والشارب من المأكول والمشروب بما لا يجاوز حنجرته، ولقد كان من منهج عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مواجهة الخوارج ومن على شاكلتهم، وسبل الاستفادة منه هو الوعظ والنصح والإرشاد، فكان يواجههم بالحكمة والرفق، ويحذرهم من عواقب إتباع الزيغ والضلال، ممتثلا في قول الله تعالى كما جاء في سورة النحل ” ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ” 

 

وهذا يوجب علينا مناقشة أفكارهم مهما كانت ولو بدت هشة ضعيفة، وعدم الإستخفاف بها، أو إزدراء متبنيها لأنه قد تأثر على فئة غير قليلة في المجتمع، وكما كان من منهجه في المواجهه معهم هو خلخلة مواقف هؤلاء وتشكيكهم في معتقداتهم، وأفكارهم حتى يسهل إنقيادهم للحق، فقد تعمد ابن عباس رضي الله عنهما قبل مناظرة الخوارج لبس أحسن الثياب وترجّل، حيث قال رضي الله عنه ” ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن، فأتيتهم وهم مجتمعون في دار وهم قائلون، فسلمت عليهم فقالوا، مرحبا بك يا أبا عباس، فما هذه الحلة، قال قلت ما تعيبون الإمام علي، أي يقصد نفسه رضي الله عنه، لقد رأيت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، ونزلت الآية الكريمة كما في سورة الأعراف ” قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ” 

 

وهو يعلم أنهم سينكرون عليه ذلك، فبيّن لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وأن الإسلام أنكر على من حرّمه، وبهذا تضعف ثقتهم بأفكارهم، والإنسان قد توجهه غالبا كثرة الصدمات من موقفه، وكما كان من منهجه في المواجهه معهم هو عدم الإغترار بصلاح السمت أو الحال، فالدين مبناه على العلم والفهم والعمل جميعا لا العمل فحسب كما هو سمة الخوارج، وقال محمد بن الحسين الآجري، قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، فلا ينبغي لمن رأى إجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلا كان الإمام أو جائرا، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه، وإستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه هو مذهب الخوارج. 

 

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قلته أخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين، بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع أئمة المسلمين، وكما كان من منهجه في المواجهه معهم هو مجابهتم بالحجة والبرهان، والحوار، إذ أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وهم حرفوا معاني النصوص، وأخرجوها عن سياقاتها، ولم يفهموها فهما صحيحا، فإستخدم رضي الله عنهما معهم إيراد الحجج والبراهين النقلية والعقلية التي لا يسوغ لهم إنكارها، والتي تفضح فكرهم الباطل، فهو قابل مسائل من جنس ما يقرأون من القرآن، ولكنهم أخذوا آية، وتركوا أخرى.

التحذير من عواقب إتباع الزيغ والضلال

التحذير من عواقب إتباع الزيغ والضلال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى