الدكروري يتكلم عن صبر آسية بنت مزاحم
الدكروري يتكلم عن صبر آسية بنت مزاحم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يتكلم عن صبر آسية بنت مزاحم
لقد كانت المخاوف تحاصر السيدة أسية امرأة فرعون أن ينجح عدو الله وسدنته في الحاق الأذي بموسي، وبعد عدة سنوات من القهر والظلم ارتبطت وفاة زوجة فرعون، السيدة أسية بنت مزاحم بحادث بشيع ويتمثل في مقتل ماشطة ابنة فرعون وابنائها فما إن فرغ فرعون من قتل الماشطة حتي دخل الي مخدع زوجته يستعرض أمامها قواه فصاحت به آسيا الويل لك ما أجرأك على الله ثم أعلنت إيمانها بالله، فغضب فرعون غضبا شديدا وتوعدها بالموت إن لم تتراجع، وقد عاني فرعون لفترة من الذهول بسبب إصرار زوجته علي إعلان إيمانها لكنه مع هذا أقسم مخاطبا زوجته بنت مزاحم لتذوقن الموت أو لتكفرن بالله، ثم أمر فرعون بها، فمُدت على لوح وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد.
وأمر بضربها، فضُربت حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها واللحم ينسلخ عن عظمها، وقد ضربت السيدة آسية بنت مزاحم أقوى النماذج في الصبر على الشدائد والثبات على الإيمان بالله على الرغم مما طالها من أذى، بعد إيمانها بنبي الله موسى عليه السلام، وقال أبو العالية اطلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها فقال لهم إنها تعبد ربا غيري، فقالوا له أقتلها، فأوتد لها أوتادا وشد يديها ورجليها، فلما اشتد عليها العذاب، وعاينت الموت، رفعت بصرها إلى السماء وقالت “رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” وارتفعت دعوتها إلى السماء، وقال ابن كثير فكشف الله لها عن بيتها في الجنة.
فتبسمت ثم ماتت، وهكذا كانت زوجة فرعون المؤمنة فقد كانت مثالا يُحتذى به للصبر والثبات، بل وتضمنت العديد من الدروس والعبر التي يستفاد منها في واقع الحياة، وعلي رأسها الصمود والثبات على العقيدة أمام الإغراءات والتحديات، والتعبير بجرأة وشموخ عن الهوية والانتماءات الدينية، ورفض الانتماءات الأخري بل أن القصة كرست اعتقادا بأن النعيم المؤجل الدائم خير من النعيم العاجل اللحظي فدائما ما عند الله خير وأبقى، ويقول الله تعالى في سورة التحريم ” وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين”