المقالات
الدكروري يكتب عن الطائران والفارعة بنت أبي الصلت
الدكروري يكتب عن الطائران والفارعة بنت أبي الصلت
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت الروايات الإسلامية الكثير عن الفارعة بنت أبي الصلت، حيث روي عن سعيد بن المسيب، قال” قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة وكانت ذات لب وعقل وجمال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بها معجبا فقال لها ذات يوم، يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا ؟ فقالت نعم، وأعجب منه ما قد رأيت، قالت كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل علي فرقد على سريري وأنا أخلق أديما في يدي، إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين فوقع على الكوة أحدهما ودخل الآخر فوقع عليه فشق الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته، ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه فقال له الطائر الآخر، أوعى؟ قال، وعى، قال، أزكا ؟
قال، أبى، ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين، فقال له الطائر الآخر، أوعى؟ قال، وعى، قال، أزكا ؟ قال، أبى، ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين، ثم ذهبا فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته فقلت، هل تجد شيئا ؟ قال، لا إلا توهينا في جسدي، وقد كنت ارتعبت مما رأيت، فقال، مالي أراك مرتاعة ؟ قالت، فأخبرته الخبر فقال، خير أريد بي ثم صرف عني، ثم أنشأ يقول، باتت همومي تسري طوارقها أكف عيني والدمع سابقها، مما أتاني من اليقين ولم أوت براة يقص ناطقها، أم من تلظى عليه واقدة النار محيط بهم سرادقها، أم أسكن الجنة التي وعد الأبرار مصفوفة نمارقها، لا يستوي المنزلان ثم ولا الأعمال لا تستوي طرائقها، هما فريقان فرقة تدخل الجنة حفت بهم حدائقها.
وفرقة منهم قد أدخلت النار فساءتهم مرافقها، تعاهدت هذه القلوب إذا همت بخير عاقت عوائقها، وصدها للشقاء عن طلب الجنة دنيا الله ماحقها، عبد دعا نفسه فعاتبها يعلم أن البصير رامقها، ما رغبة النفس في الحياة وإن تحيا قليلا فالموت لاحقها، يوشك من فر من منيته يوما على غرة يوافقها، من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها، وقالت، ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلا يسيرا حتى طعن في جنازته فأتاني الخبر فانصرفت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه فدنوت منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته، وقال، لبيكما لبيكما، ها أنا ذا لديكما، لا ذو مال فيفديني، ولا ذو أهل فتحميني، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقلت، قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف فرفع صوته فقالز
لبيكما لبيكما، ها أنا ذا لديكما، لا ذو براءة فأعتذر، ولا ذو عشيرة فأنتصر، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف فقال، لبيكما لبيكما، ها أنا ذا لديكما بالنعم محفود، وبالذنب محصود، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقال، لبيكما لبيكما، ها أنا ذا لديكما إن تغفر اللهم تغفر جما، وأي عبد لك لا ألما، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقال، كل عيش وإن تطاول دهرا، صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما بدا لي، في قلال الجبال أرعى الوعولا، فقالت، ثم مات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يا فارعة فإن مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته ” فانسلخ منها “
الدكروري يكتب عن الطائران والفارعة بنت أبي الصلت