الدكروري يكتب عن أفعال تدخل الإنسان الجنة
الدكروري يكتب عن أفعال تدخل الإنسان الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ونحن نحتفي في هذا الشهر الكريم شهر ربيع الأول بميلاد خير تعاليم نزلت من السماء، لإقامة العدالة في الأرض، ولإصلاح النفوس، وإصلاح المجتمعات، وإصلاح البلاد والعباد، خير شريعة نزلت من السماء تنشر في الأرض السلام والمحبة والوئام والاجتماع، وتقضي على مرض التفرقة، وتقضي على داء الحسد وعلى وباء الحقد، وعلى مرض الأثرة ومرض الشّح ومرض الأنانية، وتلك هي الأمراض التي تزلزل سعادة البشرية، وتجعل الأمم في حروب مستمرة، ونزاعات لا تنقطع، وتجعل الإنسان الوديع المسالم الذي اختاره الله تعالي خليفة عن حضرته يتحول إلى وحش كاسر وعلى مَن؟ على أخيه الإنسان الوديع، وعلى شيخ كبير فقد القوة وأصبح كهلا عجوزا لا يستطيع الحركة أو الدفاع عن نفسه.
أو على امرأة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو على صبيّ صغير لم يبلغ الفِطام، يتحوّل الإنسان الذي لم يتربّى على تعاليم الإسلام إلى وحش غادر، لأنه غاب عن شرع الله عز وجل، فنفذ شريعة الغاب التي تفعلها الحيوانات، ولا ينبغي أن تكون بين بني الإنسان قط، ولكن الذي يجب هو أن يتحلي بالصفات الإسلامية، وإن من صور جبر الخواطر، وهي أبسط الأمور وهي أن تدفع ثمن البقالة لشخص ما، فهو من الأفعال البسيطة ولكنها تترك أثر كبير في نفس الإنسان المتطوع والشخص الذي حصل على المنتجات مجانا، وإن الله يخص عباده المحتاجين ليحصلوا على المساعدة، لذلك تأكد أن من تلقى تلك المساعدة هو أحوج الناس إليها، ومن أفضل المواقف الحياتية التي تروى لنا عن جبر الخواطر.
هي سيدة مُسنة تطعم الحيوانات بما تملك وإذ بالله سبحانه وتعالى يرزقها بالطعام من مجموعة من الشبان الذين يقدمون المساعدات لوجه الله، والله يعلم أنه في أشد الحاجه للطعام إلا أنها لم تبخل أن تعطي لأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى كريم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عن أكثر الأفعال التي يدخل بها الإنسان الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم له “التقوى وحسن الخلق” وبالطبع من أبهى صور التقوى وحسن الخلق هو جبر الخواطر وتقديم المساعدة بدون مقابل لوجه الله تعالى، وهناك قصة جبر الخواطر مع الشيخ الشعراوي رحمه الله، ويقول الطبيب حسام موافي وهو من أشهر أطباء الباطنة في مصر والوطن العربي، يقول في يوم من الأيام إتصل به الشيخ محمد متولى الشعراوي لكي يحجز كشف عنده.
ولكنه قال له لا والله يامولانا أنا اللي هاجيلك لحد بيتك، فقام الدكتور حسام بالكشف علي الشيخ الشعراوي وقام بعمله بعد هذا قال للشعراوي ما هو أفضل عمل أفعلة أتقرب به إلي الله فقال له خمن أنت قال له الصلاة قال لا، الصيام قال لا، العمرة قال له لا، قال له فما هي أفضل شئ افعلة لأتقرب الي الله، قال له الشعراوي جبر الخواطر، فتعجب الطبيب وقال له وما دليلك علي هذا يا مولانا ؟؟ قال له الشيخ الشعرواى أنه لا يوجد شخص ملعون أكثر من الشخص الذي لا يؤمن بالله ورسولة، والله عز وجل يقول أرأيت الذي يُكذب بالدين ؟ شايف اللي بيكذب بالدين بيعمل ايه؟ “فذلك الذي يدُع اليتيم” يعني بيكسر خاطر اليتيم، ولا يحُض على طعام المسكين، يعني بيطرد المساكين ومبيأكلهمش ومبيجبرش خاطرهم.
تالت حاجه ايه “فويل للمصلين” فجبر الخواطر جاء مرتين قبل الصلاة، فإقتنع الدكتور حسام برأي الشعراوي وانصرف وعزم علي أن يعمل بتلك النصيحة، وفي يوم من الأيام وبعد أن إنصرف الطبيب حسام من المستشفي وكان قد غادر المستشفي بالفعل تذكر مكالمة جارة يطلب منه أن يزور حماتة ليطمأن علي صحتها، فاحتار بين أن يذهب الي بيتة أو يعود ويجبر بخاطر جارة، ولكنه تذكر كلام الشيخ الشعراوي وعاد من أجل أن يجبر بخاطر جارة، وعندما عاد الي المستشفي وهو داخلها جائت اليه جلطة في الشرايين، ولكنه كان محاط بالأطباء من حولة وحصل علي العلاج في دقيقتين، فيقول الطبيب حسام أن تلك الجلطة إن كانت حدثت له في أي مكان غير المستشفي لكان مات في غضون خمس دقائق لأنه لا يوجد أي شخص يتحمل جلطة في الشريان التاجي لمدة تزيد عن خمس دقائق، ولكن وكأن الله كافأة لأنه عاد لكي يجبر بخاطر جارة فأنقذة الله من تلك الجلطة.