الدكروري يكتب عن أوصيكم بالعبادات
الدكروري يكتب عن أوصيكم بالعبادات
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
إن في المنافع التي أودعها الله في الأنعام لينتفع بها بنو الإنسان عبرة لمن اعتبر، حيث بيّن القادر سبحانه في كتابه أنه يسقينا من ضروع الأنعام لبنًا خالصا نقيا لذيذا يطيب للشاربين، مع أنه يخرج من بين ما يحتويه البطن من فضلات، وما في الجسم من دم، وفي ذلك دلالة على قدرة الخالق سبحانه، وعظيم حكمته وفضله على خلقه أجمعين، وكل هذا يجعلنا دائما ندين لله عز وجل بالفضل ونؤدي فريضته التي فرضها علينا، ومن أعظم تلك الفرائض هي الصلاة، حيث قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه “لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة” وقيل أيضا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر غير الصلاة، وأما ترك شيء من أركان الإسلام غير الصلاة فقد ورد في ذلك خلاف ضعيف عن بعض أهل العلم ولا يصح في ذلك حديث والصواب أن ترك الزكاة والصوم والحج، ليس بكفر وإن كان جرما عظيما وهو مذهب عامة أهل العلم، وأما عن قوله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والشهادة هي الإخبار عن علم واعتقاد والمعنى أن يقر العبد عن اعتقاد جازم أن لا إله معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، ولا تتحقق الشهادة إلا بركنين، فالأول وهو نفي الألوهية والعبادة عن سائر الأنداد والآلهة والطواغيت من شجر وحجر وملك وجني وولي وغي ذلك.
والأمر الثاني وهو إثبات الألوهية والعبادة الحقة لله دون ما سواه، ومعنى شهادة أن محمدا عبد الله ورسوله هو الإقرار بأن محمدا عبد لله وأن الله أرسله لتبليغ دينه وهداية الخلق كافة ويقتضي ذلك تصديقه بما أخبر وطاعته فيما أمر وإجتناب مانهى عنه، ولا تصح الشهادتان بمجرد النية، بل يشترط لمن أراد الدخول في الإسلام التلفظ بهما، وللشهادتين شروط لا تصح إلا بالإتيان بها والعمل بمقتضاها ولا يكفي التلفظ بهما، وأما عن الرابعة وهو صلى الله عليه وسلم قال في الحديث “وإقام الصلاة” ولم يقل أداء الصلاة لأنه ليس مقصود الشارع فعلها فحسب وإنما مقصوده أداؤها تامة بشروطها وأركانها والمحافظة على أوقاتها ومراعاة سننها وآدابها.
والصلاة معناها في اصطلاح الشرع هى أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وقد فرضت ليلة المعراج قبل الهجرة، وتجب على كل مسلم بالغ عاقل خمس صلوات في اليوم والليلة إلا الحائض والنفساء فتسقط عنهما أداء وقضاء إجماعا، ومن نام عنها وجب عليه القضاء، ويؤمر الصبي بها إذا بلغ سبعا ويضرب عليها إذا بلغ عشرا، ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها فقال تعالى ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا” وللصلاة شروط خاصة لا تصح إلا بها وهى دخول الوقت، والطهارة من الحدث، وإجتناب النجاسة، والنية، و ستر العورة، وإستقبال القبلة، وأما عن الخامسة.
وهو الركن الثالث إيتاء الزكاة وهي من أجل العبادات المالية قرنها الله تعالى بالصلاة في كتابه في إثنين وثمانين موضعا مما يدل على عظم شأنها، وفرضت في السنة الثانية للهجرة، والزكاة في اصطلاح الشرع هو حق واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة في زمن مخصوص، وقد أوجبها الله في الأموال التي تنمو وتحتمل المواساة وهي سائمة بهيمة الأنعام والنقدان الذهب والفضة والخارج من الأرض وعروض التجارة.