الدكروري يكتب عن العقل أصل الدين بقلم/ محمـــد الدكـــروري بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله
جريدة موطني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، إن المتأمل لحروب رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أعدائه سواء من المشركين، أو اليهود، أو النصارى ليجد حُسن خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم مع كل هؤلاء الذين أذاقوه ويلات الظلم والحيف والبطش، إلا أنه كان يعاملهم بعكس معاملاتهم له، فإذا تأملنا وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابه المجاهدين الذين خرجوا لرد العدوان، نجد في جنباتها كمال الأخلاق، ونبل المقصد، فها هو ذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوصي عبدالرحمن بن عوف عندما أرسله في شعبان في السنة السادسة من الهجرة إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل، قائلا صلي الله عليه وسلم له.
” اغزوا جميعا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تغلو، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم” وكذلك كانت وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم للجيش المتجه إلى معركة مؤتة، فقد أوصاهم قائلا صلي الله عليه وسلم ” اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا مَن كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعة” وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن امرأة وُجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان” رواه البخاري ومسلم، فقيل أن العقل الذي جعله الله للدين أصلا وللدنيا عمادا، إنسان عاقل يعيش حياة هادئة، حياة فيها سلامة، فيها سعادة، أنه أخذ ما له.
وترك ما ليس له، تحرك بحجمه، بنى علاقاته بوضوح، فالناس أحبوه وكسب مال حلال، وأسس أسرة، وربا أولاده، وتجد إنسان استعمل عقله في الآخرة فكسبها، واستعمل عقله في الدنيا فربحها، فقيل أنه قد جعله الله تعالى للدين أصلا ولدنيا عمادا، وقد قيل أن العاقل من عقل عن الله أمره ونهيه، وروى لقمان بن أبي عامر عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يا عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك قربا، قلت بأبي أنت وأمي، ومن لي بالعقل ؟ قال اجتنب محارم الله، وأد فرائض الله تكن عاقلا ثم تنفل بصالحات الأعمال تزدد في الدنيا عقلا وتزدد من ربك قربا وبه عزا، واعتبر الإسلام العقل من أولي الأخلاق قبل الدين حتي ذكر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إن المكارم أخلاق مطهرة.
فالعقل أولها والدين ثانيها، والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والعرف ساديها، والبر سابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللين عاشيها، والنفس تعلم أني لا أصدقها ولست أرشد إلا حين أعصيها، والعين تعلم في عيني محدثها من كان من حزبها أو من أعاديها عيناك قد دلتا عيني منك على أشياء لولاهما ما كنت تبديها، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “الأحمق أبغض خلق الله إليه، إذ حرمه أعز الأشياء عليه” فالعاقل يسعد ويُسعد، أما ضعيف العقل يشقى ويُشقي، لذلك أنا أقول ولا أبالغ والله ما من عطاء إلهي يفوق في قيمته عطاء العقل أن يهبك الله عقلا راجحا، يعينك أن تعيش بين الناس، على أن يحبك الناس، ويعني أنت بالعقل والحكمة، تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة.
ومن دون عقل ولا حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، فأنت بالعقل والحكمة تعيش بدخل محدود، ومن دون عقل وحكمة تدمر نفسك وأنت بدخل غير محدود، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام “ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله”