الدكروري يكتب عن المتدينات الملتزمات بدينهن
الدكروري يكتب عن المتدينات الملتزمات بدينهن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لا شك أن طاعة المرأة لزوجها يحفظ كيان الأسرة من التصدع والانهيار
وتبعث إلى محبة الزوج القلبية لزوجته، وتعمق رابطة التآلف والمودة بين أعضاء الأسرة، فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة، شئت” رواه ابن حبان، ولتعلم المرأة المسلمة أن الإصرار على مخالفة الزوج يوغر صدره، ويجرح كرامته، ويسيء إلى قوامته، والمرأة المسلمة الصالحة إذا أغضبت زوجها يوما من الأيام فإنها سرعان ما تبادر إلى إرضائه وتطييب خاطره، والاعتذار إليه مما صدر منها ولا تنتظره حتى يبدأها بالاعتذار، ولكن هل نحن بحاجة إلى أن نؤكد أن المرأة المسلمة أفضل من المشركة؟
ونقول بأنه ليس بعد بيان الله سبحانه وتعالى بيان، فسبحانه يقول في سورة البقرة ” ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم” فإن كنا نفضل ونقدم المسلمة المتدينة على المسلمة غير المتدينة، فكيف بالكافرة، وإن الإسلام لا ينكر على المسلم أن يختار زوجة جميلة وغنية ومثقفة ومن عائلة شريفة بشرط ألا يكون هذا هو أول متطلباته وغاية أهدافه وذروة أمنياته في زوجة المستقبل، بل لا بد أن تكون كل هذه الصفات الدنيوية الأرضية في الدرجة الثانية بعد الشرط السماوي الأساسي في الزوجة، وهو أن تكون ذات دين ملتزمة بتعاليمه داعية إليه مصلية متبتلة حافظة للقرآن تالية له عاملة به، ملتزمة في زيها ومن معاملاتها متزينة بخلق العفة والصيانة والأمانة.
ولك أن تقول وماذا لو وجدت من المتدينات الملتزمات بدينهن كثيرات، كيف أفاضل بينهن وكيف اختار منهن؟ وأقول لك لن تجد كثيرات، بل هن قليلات عزيزات ككل شيء غال وثمين في هذه الأرض فإنه نادر، فإن عدت فقلت وماذا لو كان أمامي أكثر من واحدة من ذوات الدين كيف أفاضل بينهن؟ وحتى هذه لم يتركها الإسلام بلا جواب، فبعد شرط الدين، وبعد أن تحصر أيها المقبل على الزواج المتدينات، لك أن تخاير وتفاضل بينهن على الأسس والقواعد التالية في اختيار الزوجة، فالقاعدة الأولى وهي الودود دمثة الخلق أفضل من العصبية الجافية: ولعل هذه مما لا يحتاج إلى دليل، فما بعد الدين إلا الخلق، وإن الحياة قد لا تستقيم مع حادة الطباع متقلبة المزاج وإن كانت متدينة.
أما اللينة الودود طيبة القلب فتلك شبيهة نساء الجنة، ويروي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى” رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال “التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره” رواه النسائي وأحمد، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أولياء المرأة بمراعاة الخلق بعد الدين عند الاختيار لفتياتهم فقال “إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه ابن ماجه.
فمن باب أولى أن نجعل ذلك مقياسا هنا فنطلب بعد الدين الخلق، وأما عن القاعدة الثانية، فهي أن البكر أفضل من الثيب أفضل لها وأفضل له، فهي أفضل لها لأنه لم يسبق لها الزواج، فهي أولى بالزوج من غيرها، أما أنها أفضل له، فنترك بيان أسباب ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول “تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير” رواه الطبراني.