الدكروري يكتب عن دين البشرية إلى قيام الساعة
الدكروري يكتب عن دين البشرية إلى قيام الساعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من الجوانب الإنسانية في الإسلام، هو قضاء حوائج الناس، وتقديم الخير والنفع لهم، بغض النظر عن المعتقد أو العرق أو اللون، ومن الجوانب أيضا مراعاة مشاعر الناس واحترام خصوصياتهم، وعدم تتبع عوراتهم، أو الخوض في أعراضهم، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، احتراما لهم في حياتهم، وبعد مماتهم احتراما لذويهم، فلو أطلقت الألسنة لتلقي التهم جزافا دون دليل أو بينة لشاع القلق والريبة بين أبناء المجتمع الواحد، وقد بلغ من حرص الإسلام على مراعاة مشاعر الناس جميعا أن حذر رسول الله من أن يتناجي اثنان دون الثالث، لئلا يتسرب الشك إلى قلبه فتضطرب العلاقات الإنسانية، ومن الجوانب الإنسانية التي حثنا عليها الإسلام مما يعمق التواصل والتراحم الإنساني، حق الإنسان على أخيه الإنسان،
إذا مرض عدته، وإن أصابه خير هنأته، وإذا استجار بك أجرته، وإذا استغاث بك أغثته، وإن أصبت خيرا أهديت له منك، حتى لو كان غير مسلم، وإن الإسلام هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة، ولا يقبل من أحد سواه، وإن الإيمان هو التصديق الجازم والإقرار الكامل، والاعتراف التام، بوجود الله سبحانه وتعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك اطمئنانا ترى آثاره في سلوك الإنسان، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه وأن رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله،
وخاتم النبيين، وقبول جميع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا وعن دين الإسلام، من الأمور الغيبية، والأحكام الشرعية، وبجميع مفردات الدين، والانقياد له صلى الله عليه وسلم بالطاعة المطلقة فيما أمر به، والكف عما نهى عنه صلى الله عليه وسلم وزجر، ظاهرا وباطنا، وإظهار الخضوع والطمأنينة لكل ذلك، إن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، لذلك، فقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، وقال ابن عباس رضى الله عنهما نزلت الآية الكريمة بالجحفة وهي ليست مكية ولا مدنية، حيث يقول تعالى فى سورة القصص
“إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين، وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين، ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين، ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون” فيقول تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه، ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس، ومخبرا له بأنه سيرده إلى معاد، وهو يوم القيامة، فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ولهذا قال “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” أي افترض عليك أداءه إلى الناس “لرادك إلى معاد” أي إلى يوم القيامة فيسألك عن ذلك.
كما قال تعالى فى سورة الأعراف ” فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين “وقال تعالى فى سورة المائدة “يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم، قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب” وقال فى سورة الزمر “وجيء بالنبيين والشهداء”