بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الشوكاني، وهو الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني رحمه الله تعالى، الملقب ببدر الدين الشوكاني، ويقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه ثم إن صاحب الترجمة جلس لإفادة الطلبة فقط، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس، في فنون متعددة، واجتمع منها في بعض الأوقات التفسير، والحديث، والأصول، والنحو، والصرف، والبيان، والمعاني والمنطق، والفقه، والجدل، والعروض، وقد تفرغ الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى لإفادة طلاب العلم، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس في فنون متعددة كالتفسير والحديث والأصول والمعاني والبيان، والمنطق، وتقدم للإفتاء وهو في نحو العشرين من عمره.
وكانت ترد عليه الفتاوى من خارج صنعاء، وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكاد الإفتاء يدور عليه وحده، وهو في هذه السن ويقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سؤال، أو مطارحة أدبية، أو نحو ذلك، ومن ذلك قوله أنا راض بما قضى واقف تحت حكمه سائل أن أفوز بالخير من حسن ختمه وقد أحاط رحمه الله تعالى إلى جانب العلوم العربية الدينية بالعلوم الرياضية والطبيعية والإلهية، وعلم الهيئة، والمناظرة والوضع، وحده دون معلم مباشر، ودرّس هذه العلوم أيضا لتلاميذه، وفي الجملة، فقد درس دراسة واسعة، واطلع اطلاعا يندر أن يحيط به غيره، فليس من المستطاع سرد ما درسه من كتب، أو استجازه من مراجع.
ومن يرجع إلى كتابه علي سبيل المثال إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر، يدرك مدى ما كان عليه هذا الرجل من تنوع في الثقافة، واتساع فيها، وقد برع في كل ذلك تقريبا، وصنف ودرس فيه، ولا غرو أنْ رأينا بعض كتاب التراجم يعرّف به فيقول مفسر، محدث، فقيه، أصولي، مؤرخ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم، وكان من أبرز شيوخ الشوكاني هو العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي وقد وصفه الشوكاني بأنه كان يقبل عليه إقبالا زائدا، ويعينه على الطلب بكتبه، وهو من أرشده إلى شرح كتاب المنتقى، وأنه تأثر به في تقوية حياته الروحية، وتكوينه الخلقي، وخاصة خلق التواضع، وقد سمع منه كتاب التنقيح في علوم الحديث، ومن شيوخه أيضا هو الإمام الحافظ عبد القادر بن أحمد الكوكباني.
وقد وصفه الشوكاني بأنه كان أبرز علماء عصره وأكثرهم إفادة، وذكر أنه لم يكن في اليمن له نظير، وأقر له بالتفرد في جميع العلم كل أحد وهو من تلاميذ الإمام ابن الأمير الصنعاني، وحامل لواء السنة بعده وقد قرأ عليه الشوكاني مختلف الفنون، من حديث وتفسير ومصطلح وغيره، وقد سمع منه كتاب صحيح مسلم وكتاب سنن الترمذي وبعض كتاب موطأ مالك وبعض كتاب فتح الباري، وبعض كتاب الشفاء.
الدكروري يكتب عن صاحب كتاب إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر