المقالاتتعازي

الدكروري يكتب عن عودة الذات المسلمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من آثار الصدق هو ثبات القدم وقوة القلب ووضوح البيان مما يوحي إلى السامع بالاطمئنان وكما أن من علامات الكذب الذبذبة واللجلجة والارتباك والتناقض مما يوقع السامع بالشك وعدم الارتياح، ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ” رواه الترمذي، وإن عودة الذات المسلمة بكل شروطها الإيجابية، وبكل التزامها بالدور الإنساني العام، التي تتصدى لحمل الأمانة، ودور القيادة أمر ضروري، ليس للذات المسلمة وحدها، ولا للأمة المسلمة وحدها، بل من أجل جميع الإنسانية الضالة، ولا نقول الخراف الضاله ولكي تستمر حضارة الإنسان على هذه الأرض، إذا ما كان مقدرا لها في علم الله أن تسير آمادا أخرى في التاريخ، كما رأى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حُمّرة وهو طائرا يشبه العصفور معها فرخان صغيران لها.

قد أخذوا منها فرخاها، فقال صلى الله عليه وسلم “من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها” فما أحوج البشرية إلى تحقيق هذه المبادئ والقيم الانسانية، التي تميزت بها حضارتنا الإسلامية عبر التاريخ، فإن الشريعة السمحاء التي أنزلها الله، فعالجت كل داء، ورفعت عن أهلها كل بلاء، عالجت كل داء في الأرض، ورفعت كل عناء وبلاء نازل من السماء، فكان أهلها في خير دائم لا ينقطع أبدا خير في نفوسهم وخير في بيوتهم، وخير في قراهم وخير في مُدنهم، خير في دولهم ومجتمعاتهم، ما داموا بهذه الشريعة عاملين، وعلى نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم سائرين، فإنها تعاليم نزلت من السماء، لإقامة العدالة في الأرض، ولإصلاح النفوس، وإصلاح المجتمعات، وإصلاح البلاد والعباد، فهي خير شريعة نزلت من السماء تنشر في الأرض السلام والمحبة.

والوئام والاجتماع، وتقضي على مرض التفرقة، وتقضي على داء الحسد وعلى وباء الحقد، وعلى مرض الأثرة ومرض الشّح ومرض الأنانية، وتلك هي الأمراض التي تزلزل سعادة البشرية، وتجعل الأمم في حروب مستمرة، ونزاعات لا تنقطع، وتجعل الإنسان الوديع المسالم الذي اختاره الله خليفة عن حضرته يتحول إلى وحش كاسر وعلى مَن؟ على أخيه الإنسان الوديع، على شيخ كبير فقد القوة، أو على امرأة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو على صبي صغير لم يبلغ الفطام، يتحول الإنسان الذي لم يتربى على تعاليم الإسلام إلى ما ذكرناه، لأنه غاب عن شرع الله، فنفذ شريعة الغاب التي تفعلها الحيوانات، ولا ينبغي أن تكون بين بني الإنسان قط، فالإنسان قد كرمه مولاه، وأعلن تكريمه في خير دين أنزله الله، وقال في هذا التكريم ” ولقد كرمنا بني آدم”

وفي هذا التكريم جعل هذا الدين القويم الإنسان مُكرّما على كل أشكاله، ومختلف ألوانه، فلم يفرّق بين أبيض ولا أسود، ولا أصفر ولا أحمر، بل جعل الناس سواءا لا تفاضل بينهم إلا بتقوى القلوب والعمل الصالح، ولقد كرّم الله هذا الإنسان فحرّم على أى إنسان أن يمتد إليه أذى سواء بلسانه أو بيده أو بآلة أو بأي شئ يملكه أو يستطيعه، فجعل من يسب إنسانا فاسقا خارجا عن شرع الله، وقال في ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ” سباب المؤمن فسوق” وجعل قتاله كفرا فقال ” وقتاله كفر” وأي مؤمنين يصطرعان نهاهما معا أن تمتد يدي أحدهما على الآخر، وقال لهما وفي شأنهما سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم ” إذا إلتقي المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال إنه كان حريصا علي قتل صاحبه”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار