الدكروري يكتب عن قرمط حمدان بن الأشعث
الدكروري يكتب عن قرمط حمدان بن الأشعث
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن قرمط حمدان بن الأشعث
لقد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية ومنهم المؤرخ الإسلامي سيف بن عمر التميمي، في ما اختلقه من حروب الردة كيف أرجع المرتدين إلى الاسلام السيف كما زعمه سيف التميمي في رواياته، ولا يعرف الكثيرون أن الحجر الأسود تعرض للسرقة لمدة اثنين وعشرون عاما، وذلك حدث على يد القرامطة، وهم فرقة دينية متطرفة، والقرامطة هى فرقة سياسية دينية من غلاة الشيعة، أسسها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلى العقيدة، والإسماعيلية هم فرق شيعية متطرفة، سميت الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، وكان القرامطة قوة عسكرية بدوية تعتمد فى حياتها على الغارات التى تشنها على الدول المجاورة، وكان القرامطة من ألد أعداء العباسيين.
لأن العباسيين اضطهدوا العلويين وطاردوهم فى كل مكان وقتلوا منهم الكثير، وكانوا على علاقة صداقة فى بادئ الأمر مع الخلافة الفاطمية على أساس أن كلاهما يدينون بالمذهب الشيعى، ثم انقلبوا على الفاطميين وهاجموا أملاكهم فى الشام وفلسطين، وفى عام ثلاثة مائة وسبعة عشر من الهجرة النبوية هاجم القرامطة مكة المكرمة، التى كانت تتبع الخلافة العباسية وانتزعوا الحجر الأسود من الكعبة وانتزعوا بابها وقاموا بأعمال دموية بشعة فقتلوا من الحجاج ثلاثين ألفا، ثم عادوا لديارهم ومعهم الحجر الأسود ووضعوه فى كعبة بديلة، فى الإحساء ليحج إليها الناس، وظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة اثنين وعشرون عاما، يطوف الناس حول الكعبة ولا يجدون الحجر الأسود.
حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يسير لهم جيشا إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة ثلاثة مائة وتسعه وثلاثون من الهجرة، وقد حدث الهجوم القرمطى على الكعبة يوم التروية، حيث قام أبو طاهر القرمطى بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هجر وقتل عدد كبير من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة، وفى سنة ثلاثة مائة وثمانى عشر من الهجرة تقريبا سن الحج إلى الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود فى بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالى رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناسا كثيرين من أهل القطيف.
وبعد أن خرج القرامطة من مكة حاملين معهم الحجر الأسود، والأموال التى نهبوها من الناس متوجهين إلى هجر، تعقَب ابن محلب، وهو أمير مكة من قبل العباسيين القرامطة مع جمع من رجاله وطلب منهم رد الحجر الأسود إلى مكانه على أن يملكهم جميع أموال رجاله، إلا أن القرامطة رفضوا طلبه مما اضطره إلى محاربتهم حتى قتل على أيديهم، وكانت هذه هى أول محاولة لاسترداد الحجر الأسود، وظل الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة اثنين وعشرون سنة فى البحرين.