المقالات
الدكروري يكتب عن معاونة الأصدقاءوالمستحقين
الدكروري يكتب عن معاونة الأصدقاءوالمستحقين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ينبغي علي الإنسان في هذه الحياة العمل لإصلاح الدنيا وعمارتها لا العزوف عن العمل واعتزال الدنيا، لأن الاعتزال يعني الانقطاع للنفس والذات دون الذكر، وهو ذكر الله، وبلاغتها لا تكمن فقط في إيراد ألفاظ مسجوعة بليغة بقدر ما تكمن في التوليف المعني في فكرة أو أفكار، فقد جاءت هذه العبارات والتراكيب في توليف ما أنطوى على فكرة دينية حثت على الوعظ والإرشاد، ومنها ألفاظ زاهد ومجاهد ومتصوف فهذا هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكترث بالملذات ولم تغره خزائن الدولة وكان وهو قائم في محرابه قابض على لحيته ويبكي بكاء الحزين وهو يقول يا دنيا يا دنيا إليك عني، أبي تعرضت، أم إليّ تشوقت لا حان حينك، هيهات، غري غيري، لا حاجة لي فيكي.
وقد طلقتك ثلاثا، لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد ” وإن المواساة هي معاونة الأصدقاء والمستحقين، ومشاركتهم في الأموال والأقوات، وأما عن الفرق بين المواساة والإيثار، فإن المواساة هى أن ينزل الإنسان غيره منزلة نفسه في كل شيء، وأما الإيثار فهو أن يقدم الإنسان غيره بالشيء على نفسه، مع حاجته إليه، وتعتبر المواساة ضرورة إنسانية واجتماعية، لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها فإن الإسلام منهج حياة لكل مكان وزمان، فهو يحثنا دائما على المواساة والتراحم والمحبة لتحقيق الخير والطمأنينة في المجتمع، وذلك من خلال آيات القرآن الكريم، وأحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن المواساة واجبة للمحتاجين.
وإن مواساة المحتاجين وصية رب العالمين، فقال الله تعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” وقال الإمام ابن كثير رحمه الله، يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله، فى قوله تعالى فى سورة الحشر ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” يعني حاجة أي يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك، وقال جل شأنه فى سورة الإنسان ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا” فقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله يعني جل ثناؤه بقوله مسكينا أى ذوي الحاجة الذين قد أذلتهم الحاجة.
ويتيما وهو الطفل الذي قد مات أبوه ولا شيء له، وأسيرا، وهو الحربي من أهل دار الحرب يؤخذ قهرا بالغلبة، أو من أهل القبلة يؤخذ فيحبس بحق، فأثنى الله على هؤلاء الأبرار بإطعامهم هؤلاء تقربا بذلك إلى الله، وطلب رضاه، ورحمة منهم لهم، وروى ابن جرير الطبري عن قتادة قال لقد أمر الله بالأسرى أن يحسن إليهم، وإن أسراهم يومئذ لأهل الشرك، وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله يقول جل ثناؤه استوصوا بهؤلاء إحسانا إليهم، وتعطفوا عليهم، والزموا وصيتي في الإحسان إليهم، وكان بشر بن الحارث رحمه الله تعالى ينزع ثيابه في الشتاء ليحس بالبرد الذي يجده الفقراء، ويقول ليس لى طاقة مواساتهم بالثياب فأواسيهم بتحمل البرد كما يتحملون “
الدكروري يكتب عن معاونة الأصدقاءوالمستحقين