السيدة خديجة
السيدة خديجة
نجلاء محجوب
السيدة خديجة
خديجة بنت خويلد بن أسد و كنيتها أم القاسم، صِدِيقَة هذه الأمة رضي الله عنها، أول من أمن بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم وصدقته، هي أم المؤمنين، و أول زوجات النبي، وأم أولاده جَمِيعًا إلا إبراهيم أمه السيدة مارية، ولدت رضي الله عنها في مكة عام ثمان و ستين قبل الهجرة، و كانت تكبر النبي بخمسة عشر عَامًا، و كانت مؤيدة لدعوته صلي الله عليه وسلم و سندًا و نصيرًا رضي الله عنها، كانت من أشراف قريش و أكابرها، كان عمره صلي الله عليه وسلم حينما تزوجها خمسة و عشرون عَامًا و كان عمرها أربعين عَامًا، زوجها رضي الله عنها من رسول الله صلي الله عليه وسلم عمها عمرو بن أسد، و ذلك قبل نزول الوحي بخمس عشرة سنة، و كان لها رضي الله عنها مكانة كبيرة في قلب النبي صلي الله عليه وسلم، و كان يقول “إنِّي رُزِقْت حُبِّهَا ” ، و لم يتزوج عليها رضي الله عنها النبي صلي الله عليه وسلم حتى ماتت، و بعد مماتها رضي الله عنها كان يكرم صديقاتها صلي الله عليه و سلم، و قد اختصها الله سبحانه وتعالى بالسلام عندما أرسل إليها السلام مع جبريل و أمر نبيه صلي الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب إكْرَامًا لها، فقد كان لها دَوْرًا عَظِيمًا في تثبيتها للنبي، و مواساته، و معاونته، و تبشيره، و الوقوف بجانبه في تبليغ الدعوة، وكانت تخفف عنه، و تهون عليه ما يلقاه من قومه، فهي رضي الله عنها أول من لجأ إليها صلي الله عليها و سلم عند نزول الوحي عليه لأول مرة في غار حراء، و قالت له ”أبشر فو الله لا يخزيك الله أَبَدًا إنك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تحمل الكل و تكسب المعدوم و تقري الضيف” و ذهبت معه إلي أبن عمها ورقة بن نوفل الذي بشره أنه نبي الأمة صلي الله عليه و سلم، وهبت كل مالها وتجارتها في سبيل الله، كانت رضي الله عنها تأتي للرسول عليه الصلاة والسلام كل يوم الغار وهى تحمل له من الزاد والزواد وقت اعتكافه فى الغار وتصعد الجبل غير الممهد صُعُودًا ما بين حبو تارة واستقامة تارة وهو أمر بالغ المشقة و إنها كانت تفعل ذلك وهى فى شهرها التاسع، و هي أول من صليت مع النبي حين علم جبريل النبي الوضوء و الصلاة، و لم تفارقه عندما حصاره قومه في شعب بني هاشم، و عانت ما عاناه مدة ثلاثة أعوام، وكانت خير مثل لتحمل الزوجة زوجها في الأزمات والشدائد، و عندما فك الحصار مرضت، و ما لبثت أن توفيت رضي الله عنها بعد عمه بثلاثة أيام، و قبل الهجرة بثلاثة أعوام، و كانت مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أًربعًا وعشرون سنة و ستة شهور، وتوفيت رضي الله عنها عام 619م، و عمرها خمس وستون عَامًا، دفنها رضي الله عنها و أرضاها النبي بالحجون مقبرة المعلاة مكة، و كان يذكرها النبي كَثِيرًا و يقول”أمنت بي إذ كفر الناس و صدقتني إذ كذبوني الناس و واستني بمالها إذ حرمني الناس” رضي الله عنها وأرضها
تشرف قلمي بذكرها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.