الثلاثاء, أغسطس 5, 2025
الرئيسيةمقالاتالعقل والخيال المبدع
مقالات

العقل والخيال المبدع

العقل والخيال المبدع

العقل والخيال المبدع

بقلم ـ محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ينبغي علي الإنسان أن يكون صاحب دور في هذا الكون العظيم، وأن يكون إنسان بناء وصاحب فكر وإبداع، وإن هناك طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعا ومن هذه الطرق هو الخيال المبدع وتمثله قوة العقل المتمثلة بدورها في التفكير الإيجابي والتأثير النفسي على إكتشاف مناطق الفراغ وملئها بالفكرة أو الخطة أو الإنجاز المناسب، ومن ذلك تأتي الأجواء التسامحية التي تبديها الإدارة في زمن الإخفاق لتساعد على المزيد من الموفقية والنجاح ومن هنا يرى العديد من مدراء الشركات والمؤسسات الإبتكارية أن وضع علامة واحدة للفشل يمكن أن تصم بها الأفراد حينما يفشلون في تجربة أو مشوار أو تحسبها عليهم نقصا.

ويمكن أن يذكروا به أو يؤاخذوا عليه، يجعل الأفراد يترددون في السعي والبحث لإكتشاف الفرص الأفضل وبذل المزيد لأجل التطوير والخلاقية، وإن الكثير من الأفراد يكونون مبدعين إذا وجدوا أجواء مشجعة لذلك، وهذا لا يتم إلا إذا كانت الأجواء تسامحية والميدان مفتوحا للتنافس الحر، أما الأجواء المغلقة أو الصدور الضيقة والحساسة تجاه الخطأ أو الفشل، فإنها لا تجيد أن تصنع من أفرادها عناصر مبدعة وخلاقة، لأن القليل من الأفراد يعملون بروح الفاتح العظيم لما تتطلبها هذه الروح من نبوغ وشدة بأس وقوة وتصميم وإرادة وصدر رحب لتحمل الأعباء ومواجهة المشاكل والإنتكاسات، والقليل من الأفراد يتحلون بهذه الدرجة من الصبر والمثالية، لذا ينبغي أن نؤمن بأن جميع الأفراد مبدعون إذا وجدوا أجواء لذلك والعكس صحيح، على أي حال.

فإن الملكات الإبداعية تنمو إذا وجدت التربة والمناخ الصالحين وتموت في غيرهما، كما أن تعاضد هذه العناصر والملكات وإنسجامها يكوّن الشخصية القيادية للفرد المبدع، سواء كان إبداعه على مستوى الفكر والتخطيط، أو على مستوى العمل والإنجاز، أو على مستوى السلطة الروحية وقدرة النفوذ والتأثير، فإذا إجتمعت هذه طرّا في مؤسسة أو جماعة، فإنها كفيلة بتسليمها زمام الإبداع وزمام القيادة معا مما يجعلها في قمة الحياة لا في سفوحها، وكما عليك أخي الكريم إكتشاف العناصر المبدعه، حيث أن الإبتكار والإبداع شكل راقي من النشاط والخلاقية الإنسانية وقد أصبح منذ الخمسينات من القرن الماضي مشكلة هامة من مشكلات البحث العلمي في العديد من الدول والمؤسسات، فبعد أن حلّت الآلة في المصانع والإدارات والمؤسسات.

لم تعد الحاجة إلى العضلات البشرية بتلك الأهمية وإنما نحت الضرورة إلى الطاقة المفكرة الخلاقة إذ تجاوزت تقنيات الآلة الزمان والمكان في السرعة على الإنجاز في المصانع والشركات الصناعية والتجارية فضلا عن الإتقان والجودة كما تجاوزت معرقلات التواصل والإرتباط ونقل المفاهيم والمؤثرات في المؤسسات البشرية والفكرية، بما جعل الإستغناء عن الكثير من الطاقات والكفاءات العضلية والوظيفية أمرا طبيعيا، وفي المقابل إزداد الطلب أكثر فأكثر على النشاط الإبتكاري والإبداعي الفذ فبات من الضروري على كل مؤسسة إيجاد قدرات خلاّقة في أفرادها تعينها على مواكبة التطور السريع كضرورة إهتمامها في تطوير القدرات المبدعة لبذل المزيد حتى تبقى في القمة دائما، وهذا ما يدعو إلى إكتشاف العناصر الخلاقة المبدعة في كل تجمع وجماعة.

فإن كل جماعة لا تعدم أن توجد بين عناصرها العديد من الطاقات الخلاقة ولكن في مرحلة الولادة أو الكمون فتحتاج إلى الفرص المناسبة والرعاية الكافية حتى تولد وتنمو وتكبر وتأخذ موقعها في مجالات العمل المختلفة، ومن هنا ينبغي دائما التوجه إلى صفات الأفراد وخصوصياتهم لإكتشاف الطاقات المبدعة فيهم حتى لا نحرمها من العناية ولا نحرم العمل من فرص أفضل للتقدم.

العقل والخيال المبدع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »