ادب وثقافة

المُخَطَطَ الصهيوني لإبتلاع غزه

جريدة موطني

المُخَطَطَ الصهيوني لابتلاع غزه


بقلمي محمد عناني

ها قد بدأ التنفيذ الفعلي لمخطط إبتلاع غزة كمرحلة أولى لمخطط كبير تم التخطيط والإعداد والتجهيز له بعد نكبة فلسطين عام 1948 وكان حبيس أدراج الصهاينة ومن زرعوهم من أمريكان وبريطانيين وفرنسيين وغيرهم منذ ذلك الحين تحينا ً للحظة المناسبة للتنفيذ على أرض الواقع
وهذا المخطط هدفه الأول والوحيد هو حل القضية الفلسطينية ليس كما يتصور أصحاب الأرض الأصليون ولا كما يتصور ويظن حسن النية من أبناء أمتنا العربية والإسلامية في أرجاء المعمورة ولا كما يحسبه ويتخيله محبو العدل والسلام من داعمين للقضية الفلسطينية العادلة في أنحاء العالم
بل كما يتخيله الصهاينة ومن زرعهم بأرضنا العربية الفلسطينية بوعد بلفور الملعون بالإجهاز على القضية الفلسطينية تماما ومحو هذا الأسم من على خريطة الوطن العربي بل وخريطة العالم بأسره من خلال إبتلاع ما بقي من فلسطين على مراحل تبدأ بابتلاع غزة أولا كمرحلة أولى ثم بفرصة لاحقة إبتلاع الضفة الغربية في مرحلة لاحقة بشكل نهائي وكحل صهيوني لهذه القضية التى شغلت العالم بأسره على مدار 75 عاما .
إن ما يحدث الآن في فلسطين وتحديداً في غزة هو بداية التنفيذ الفعلي لسطور المخطط الصهيوني العالمي وليس هذا من دروب الخيال ولا مجرد كلمات في مقال بل الواقع المبني على تصريحات الصهاينة وداعموهم ومساندوهم وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهي تصريحات علنية سمعها الجميع من رئيس وزراء الصهاينة ووزير خارجية أمريكا بل وبايدن نفسه بضرورة تهجير الفلسطينين من غزة إلى سيناء لإنقاذهم من جحيم القذائف الصهيونية بالأسلحة الأمريكة والبريطانية وغيرها ،
ولم يقتصر الأمر على مجرد الأقوال والتصريحات بل بدأ التنفيذ الفعلي على أرض الواقع بتدمير غزة ومحوها قطعة قطعه تحت مرآى ومسمع دول العالم جميعا بل ومباركة وتأييد كثير من تلك الدول لقصف لم يعد قاصراً على أهداف لحماس كما كانوا يدعون بل أصبحت تستهدف المدنيين العُزل وبلا رحمة ولا هوادة بخطوات مدروسة وممنهجة لمحو غزة وهويتها تماما وتهجير أهلها كما حدث في النكبة الأولي لفلسطين .
وهذا الأمر ياسادة قد تم الإعداد والتجهيز له جيدا وعلى مدي سنوات طوال تم خلالها تجهيز الأرضية والبيئة والعوامل المناسبة من خلال تفتيت الدول العربية والإسلامية المحيطة بالكيان الصهيوني المُحتل حيث تم تفتيت الجيش العراقي العظيم بشغله أولا في حرب مع إيران لثماني سنوات عجاف وبعد إنتصار العراق في هذه الحرب تم إستدراجه بمخطط جهنمي أمريكي لإحتلال الكويت ،
ثم الإجهاز على العراق تماماً من قبل أمريكا وحلفائها بدعوى كاذبة مهينة بإمتلاكه أسلحة نووية وتم على إثر هذا الإحتلال حل الجيش العراقي وتفتيت العراق وشغله بصراعات عرقية داخلية ودوامة لا نهاية لها بين أكراد وسنة وشيعة وتدخل إيراني وتركي وكل ذلك خلف جيشا عراقياً ضعيفاً مقارنة بماضيه العريق وميليشيات متناحرة لها أهدافها الحزبية الضيقة والمحدودة التي تسعي لتحقيقها ،
ثم تفتيت الجيش السوري العظيم أيضا والذي كان شوكة في حلق المحتل بثورات مدفوعة الثمن بدعوى الحرية والديمقرطية وغيرها من مصطلحات بالية صُنِعت خصيصا لدولنا العربية والإسلامية والشرق الأوسط البائس وتم تفتيت سوريا أيضا وإستباحتها من الأتراك وأمريكا وروسيا وغيرهم ومئات من الميليشيات على كل نوع ولون ومن كل حدب وصوب لخدمة الصهيونية العالمية ؛
وتم تفتيت اليمن وشغلها بصراعات عرقية لا تنتهى وكذا ليبيا تم تدميرها وإحتلالها من تركياً وحكومتين وجيشين وآلاف المليشيات أيضاً ولم يسلم السودان الشقيق من المخطط الصهيوني العالمي فتم تقسيمه بداية لجزئين شمالاً وجنوباً على أن يتم تفتيته لاحقا لدويلات صغيرة متناحرة ويقوم على تنفيذ مخططهم الجهنمي الصهيوني حميدات وميليشياته بكل دقة طبقا للمخطط الموضوع ،
ولا ننسي تونس الشقيق وهمومه ولبنان الجريح دون رئيس وتناحر بين قوى وميليشيات ومآرب شتى وتدخلات في شئونه ودمار وإنهيار لإقتصاده وكلها وما حدث فى وطننا العربي شئ محزن تدمع له العين ناهيك عن محاولاتهم العديدة لإنهاك مصر وتشتيتها ومحاولات تفتيتها وزرع الإرهاب في سيناء ومحاولة خنقها إقتصاديا وبشتى السبل إلا أن مصر محفوظة بأمر الله وعنايته سلمت من هذا المخطط اللعين الذي ما زالت شباكه منصوبة وستظل ورغم ذلك لم تبخل بالغالي والنفيس على القضية الفلسطينية وبكل ما أوتيت من قوة وشهد على ذلك ما نحن فيه من أزمات كتبعات لحروب مصر من أجل فلسطين وقضايا أمتنا العربية .
وفي ظل تلك الظروف الموجودة والمحيطة بدولنا العربية والإسلامية وفي ظل تحييد السعودية كجيش عربي وإسلامي قوي وتحييد الإمارات بوضع سرب طائرات أمريكي على أراضيه ليكون جاهزا للدفاع عن المحتلين الصهاينة أقول في ظل تلك الظروف والعوامل وجد الكيان الصهيوني وحلفائه الفرصة السانحة والوقت المناسب لتحقيق أهدافهم ومآربهم وتم الإستعداد لذلك سواءً أهجمت حماس أم لم تهجم فهي خطة موضوعة سلفاً وأتت أمريكا ببوارجها الحربية وكذا بريطانيا وغيرهم لدعم الصهاينة لتنفيذ مخططهم في ظل صمت عالمي رهيب تجاه ما يحدث لأهل غزة المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ،
وسوف تحقق إسرئيل ما كانت تحلم به منذ إحتلالها لأرضنا الفلسطينية العربية ولن يوقفها أحد ولن يردعها رادع فكل مشغول بأمره ومشاكله الداخلية والخارجية وخصوصا أن بايدن يود أن يحقق هدفا يستحق أن يبقا لأجله فى البيت الأبيض ولو كان على حساب المدنيين الأبرياء بمحو غزة من الوجود فمن لفلسطين وأهلها سوى الله سبحانه وتعالى القادر بقدرته وقوته بعد أن عجزت وتهاوت وتفتت الدول العربية والإسلامية وخرس العالم عن قول كلمة الحق ووقف الصهاينة عن المجازر والأبادة الجماعية .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار