
الوطن لا يُحمى بالصمت.. بل بالصدق والمحاسبة
✍️ بقلم: محمود سعيد برغش
في كل مرة نفتح فيها جرح الحقيقة، يُبادر البعض باتهامنا بأننا “نُحارب الوطن”، وكأن الوطن في نظرهم هو مجموعة من الكراسي لا تمس، أو مسؤولين لا يُساءَلون!
لكننا نُدرك أن الوطن الحقيقي لا تحميه العبارات المنمّقة، ولا تقويه المجاملات، بل يُبنى على العدالة، والشفافية، وصوت الحق حين يعلو فوق الركام.
نحن لا ننتقد من أجل الهدم، بل من أجل الإصلاح.
لا نرفع الصوت لنكسر، بل لنُوقظ.
نكتب لأن في صدورنا وجعًا، وفي أعيننا مشهدًا لا يحتمل الصمت: فسادٌ يُطمَس، وتقصيرٌ يُبرَّر، ومواطنٌ يُدفن تحت الأنقاض ولا يُذكر!
أيُعقل أن نُهاجم من يطالب بالحق، ونُصفق لمن أضاعه؟
أي منطقٍ هذا الذي يجعل من الناقد خائنًا، ومن المُقصّر وطنيًا؟
نحن مع الوطن، لا مع من اختزلوه في صور وألقاب.
نحن مع المواطن، لا مع من تجاهلوا آلامه.
نحن مع الحقيقة، لا مع تجميل الزيف.
فدعونا نُعيد المعادلة إلى نصابها الصحيح:
من ينتقد فساد المسؤولين هو الأكثر حرصًا على الوطن،
ومن يُدافع عن الإهمال هو أول من يُفرّط في دماء الأبرياء.