قصة

الوفاء والغدر

جريده موطني

الوفاء والغدر

محمود سعيد برغش الوفاء والغدر

أيمن شاب مكافح منذ صغره، كان يساعد والده في تجارته، وهي عبارةعن شركة صغيره الأدوات الكهربائية، وتخرج أيمن من كلية التجارة، وتفرغ للعمل مع والدة، وبعد مرور عام توفي والده، وورث ايمن الشركة وقطعة أرض زراعية، وكان لأيمن صديق عمره هلال ، و هلال أبوه متوفي وأمه إمرأة عجوز وله اخ اصغر منه وأخت اكبر منه وكانت أمه تستأجر قطعة ارض وتمتلك بقرة ويرزقوا من البان البقرة و بيع الخضروات . وكان هلال يتمني بأن يكون مثل صاحبه.

وايمن وهلال كانوا لا يفترقان و يذاكران معا اثناء الدراسة وأحيانا يظله المبيت عند أيمن حتي الصباح.

فعرض أيمن علي هلال العمل معه لأنه يعلم بحالة، وظلم اعمام هلال له ولاسرته وايضا بعد زواج أخته لاحد اقارب زوجة عمه قهرا ولاجل اخيه يكمل دراسته.

فوافق هلال علي الفور،. وعمل مساعد لصديقه، وعلم كل خبايا التجارة، وتمني هلال بأن يكون ناجحا مثل صديقه ويكون له شركته الخاصة.

وتزوج أيمن وأنجب مولوده الأول مصطفي، وفرح به فرحا شديدا .

وفي يوم سافر أيمن إلي إحدي الدول الأوربية لشراء بعض إدوات كهربائيّة جديدة ليكون متميزا في تجارته عن منافسيه في التجارة، وترك صديقه يتولي هو أعمال التجارة،

ويراعي زوجته وأبنه في سفره.

واستمر العمل علي مايرام فترة وعاد أيمن بالجديد وتعاقدات جديدة، وأصبح له اسما لامعا، وتطور في تجارته، وسافر مرة أخري لكن اثناء عودتة بالطائرة حدث عطل مفاجأ في إحدي ماكينات الطائرة وهي محلقه في السماء مماتسبب في وقوعها في البحر، ونقل خبر وقوع الطائرة عبر الإعلام وعلمت اسرتة بأنه كان في الطيارة المنكوبه.

فقام صديقة بتولي ممتلكاته، لانه الوحيد الذي يعلم عنها ،

ووسوس له الشيطان سوء عمله، فقرر الزواج من زوجة صاحبه، بحجة مراعاتها هي وابنها، لكن ما خفي كان أعظم.

وكان يضحك علي زوجة صديقه بكلام ساحر، حتي أقنعها بالزواج. ولكن الزوجة كانت تعلم نوايها الخبيثه ورفضت أكثر من مره حتي ارغمها وهددها بعدم اخذ اي شيء من ممتلكات زوجها، فوافقت خوفا علي ميراث إبنها، وتزوجوا لكنه زواج علي ورق، لكن هلال كان طامعا فقط في الشركة والارض وبعد علمه بأن الارض سوف تصبح ارض مباني بعد إنشاء طريق جديد أمام الارض يربط بالطربق الرأيسي. وبالفعل باع الأرض وربح من ورائها ملايين وأدخلها في التجارة، وكبرت الشركة وانشاء مصنع كبيرا، وكبر مصطفي واصبح عنده خمسة اعوام ، لكن هلال كان يعشق المال ليعوضه من الحرامان الذي نشا عليه.

أما ايمن لم يصيبه سهم الموت وانجاه الله ، أنقذه صياد كان بالقرب منه وهو يصطاد بقاربه، ومد اليه يده لينقذه، واخذه الي الشاطئ

واسعفه حتي أفاق وسئله من انت

قال لا اعلم

قال الصياد وما اسمك

قال لا اعلم

فقال له الصياد تعالي اعمل معي ورزقنا علي الله

وعملا معا لمدة عام وكان مخلصا وفيا له، وكان الصياد يحاول مساعدتة بشتي الطرق، ومع مرور الايام تذكر كل شيء

وساعدة الصياد للرجوع إلي أهله.

وعاد أيمن إلي أهله لكن تفاجاء بمن يفتح الباب صديق عمره وهو بملابس البيت، كانت صدمه كبري.

وقع أيمن من اثر الصدمه، وقال ماذا تفعل هنا ياهلال

قال هلال من انت

قال ايمن متعجبا من انا اجننت انا ايمن

قال هلال أيمن من

فضحك أيمن بسخرية ايمن ولي نعمتك يا ملعون

قال له هلال أيمن مات منذ زمن وانت نصاب مايفيد كلامك ورفع عليه سلاحه،

وسمعت زوجتة صوت شجار فنزلت من الطابق العلوي للبيت ورات زوجها أيمن وعرفته لكن شاهدت هلال وهو يطردة خارج البيت ويطلب له الشرطه، فلم تقتح فمها وعادت الي غرفتها دون ان يراها هلال .

وخرج أيمن مثل المجنون ويقول ماذا افعل وما الذي حدث أهاذا صديقي صديق عمري.

فدخل أحد المساجد وطلب من إمام المسجد بأن ينام في المسجد حتي الصباح،

فقال له إمام المسجد المساجد للعبادة يابني وليس للنوم

قال أيمن أستحلفك بالله

فقال الامام ماذا بك يابني.

قال أيمن. لقد غدر بي يا مولانا

قال قل حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال له ايضا. التوكل على الله -تعالى-، وجعله الوحيد الكافي والحسيب، ويقولها المُسلم عند الشدائد للاستعانة بالله -تعالى-، فقد قالها النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم أُحد. دليل على إحسان الظن بالله -تعالى- وانتظار فضله، وسببٌ لرد كيد الأعداء، ورفع الخوف والظلم.

قال أيمن توكلت علي الله فهو حسبي. وذهب أيمن إلي شركته لكي يحصل علي أثبات لشخصيته وقابل أحد العاملين القدام وهو العم فؤاد وتعرف عليه وأحتضنه وقال حمدالله علي سلامتك ،

فقال أيمن لقد غدر بي يا عم فؤاد لقد غدر بي صديق عمري

تزوج زوجتي وأخذ اموالي وطردني، وأنا كنت اساعده وأقف بجانبه هل جزاء الاحسان الاسائه والغدر.

قال العم فؤاد. لا يابني سوف يأتي الفرج بعد الشده إن مع العسر يسرا.

قال أيمن ولماذا انتم سكتم

قال العم فؤاد لقد اخذ كل شيء وكان هو الوحيد الذي يعلم كل شيء عن الشركة، حتي زوجتك لم تسطيع فعل أي شيء وتزوجها رغما عنها بعد محلولات عديده لكن اطمئن فهو زواج علي ورق، زوجتك اصيله يابني،

قال وماذا أفعل

قال فؤاد صلي لله وادعوا ،

وبالفعل صلي ودعا، ثم ذهب إلي أم هلال في بيتها القديم وكما توقع، مازالوا يعانون من الفقر فقابلته بكل حب وترحاب وجلس معهم وقص عليهم ما فعله صديقه، فلم تتعجب أمه ولا اخواته،

فقالت أمه يابني لقد تركنا ولم نعلم عنه شئا ولا ينفق علينا، وأخوه يعمل عامل في إحدي المصانع، وأخته زوجها طردها هي وابنائها، وكل هذا وهو لا يعلم عنا شيئ،

فقال أيمن ماأدري ماذا أقول

فقالت ام صديقه. وأين تسكن الان

قال في المسجد. أنام هناك

فقالت هل توافق بالعيش معنا ورزقنا ورزقك علي الله وتكون سندا لنا بعد الله ، فوافق أيمن وعمل مع أخو صديقه في نفس المصنع الذي يعمل فيه حتي لايكون عبأ عليهم

لكن لم تهدا الام وهي تري ولدها يظلم ويأخذ حق غير حقه،

فذهبت إليه في الشركة وصاحت قائلا أين هلال مديركم المزعوم فخرج أحد العاملين قال لها ارحلي يا إمرأه والا طلبنا لكي الشرطة، فخرج هلال من مكتبه علي صياح، فقال ما الامر فرأي أمه أمامه ونظر إليها نظرة غضب، وقال لها في غضب، ما الذي أتي بكي هنا فصرخت في وجهه وقالت اعلم إنك عاق لوالديك لكن وصل بك الامر تأخذ حق غير حققك وتطمع فيه، فقال لرجاله اخرجوا هذه المرأه، فقالت له سوف يأتيك الفقر سوف يأتيك الفقر.

وخرجت من عنده وهي مكسورة القلب، نادمة علي حملها له،

فرجع هلال إلي البيت ولم يتحدث مع أحد وتعجبت زوجته أو زوجة صديقه بحاله لاكنها لم تسأله كاعادتها، ودخل غرفته وأغلق علي نفسه ولم يغير ملابسه ونام، ورأي رأويا كانه في بئر عميق ولم ينفعه المال الذي جمعه حتي أتاه وحش اسود وقال أنا طمعك وعملك، انا الذي زينة لك التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد. انا الذي زينة لك سوء عملك

واتبعتتي وانت طامع، وخونت صديقيك وأعقت أمك وتركت صلة رحمك، وسمع قول الله تعالى ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 168 ) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 169 ) )

 

قوله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا )

فأستيقظ فجأة وخرج خارج الغرفة وذهب وطرق إلي أمه ففتح له صديقه فتفاجاء، فقال له أيمن لماذا تتفاجا، عندما عود الي بيتي ففتحت لي بيتي وانت خائن، اما الان افتح انا لك بيتك وانا راعي لاهلك، فبكي، وقال سامحوني، لقد اتبعت هوايا فاضللت الطريق،

يا ايمن انا لم المس زوجتك ، واموالك تنازلت عنها لك، وسوف ارجع أعيش مع امي خاما لها ،

فقال ايمن لا ياهلال سوف أعطيك مبلغ تعيش منه إكراما لامك فبكت الام واحتضنتهم وقال اراد الشيطان أن يفرقما.

لكن ارادة الله اكبر، وذهب أيمن الي زوجته وابنه،

ورجع هلال الي بيته مع اسرته وترك له ايمن مبلغ من المال ليتدبر أمرة، فأخذ الاموال من صديقه وذهب ليحج فتاب وحج ومات في الحج،

وانتهت علي ذالك من اتبع هواه ضل الطريق.       الوفاء والغدر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار