انت الشاهد في مجزرة الاحياء
جاسم العبيدي
ماذا تفعل في الصمت الاول
زمن الاوردة المقطوعة من شريان القلب
ماذا تفعل ياحظي في زمن الخيبة
حين يخاطبك الشعر وينتابك
احساس القلق المتفجر في الاعماق
حين يطارد عينيك الدمع
ويسافر في اعماقك بوح الاحساس
انت الشاهد في مجزرة الاحياء
المتكور في مدرسة الحزن الابدي
الطالع خوفا
الضالع رعبا
الضائع مابين رصيف الشارع والعسر
ماذا تفعل
حين يطاردك الوهم بصمت الكلمات
هل تسال عمن ابحر في جزر لاتعرف موطنها
عمن انجاك من الغرق
البحر
ودوار في الراس
في اي مدى يمتد حداؤك
مابين التاريخ المتراكم في الصحراء
مابين الخوف من الماضي والقادم
من مديات العصر
لا معبر من حلم يجتاحك
لا شيء يظلل وجهك
لا نخل على شاطيء بحرك
لا سفن تعبرفيك فتنجو
لا هم عليك سوى
ان تسرح في هذا العالم
جوالا تعبر
ذاك اناؤك افرغت الريح دواخله
تلك انامله تصحبك الان
انظر مافي جعبة سجانك
البئر هو البئر
ويوسف …ما اقسى اخوته
واه …..ما اصعب حزن الاخوة
حين تمر بهم طارقة
يوسف في قعر البئر
وانت حزين تلهث في القعر
الاخوة ماعادوا
والزمن اصطحب الاصحاب وهادنهم
ثم ترنح منهزما
واه ياهذا
السيارة ما ابتاعوك
ولا امراة الملك احتجزتك
ولا النسوة قصت بالسكين اصابعهن
يترجل في راسك سر
لا تعبر بي بحر همومك
ياهذا هل تعبر بي بحر همومك
ياهذا حين يكون الموت الاقرب منك
حري بك ان تدفع ماكان لهم
اقرا طالعك الان
دمك المهدور على ناصية الباب
جسد يتربع فوق الارض
مهرا لامراة لا تعرف معنى العهر
الان …أسمعني صوتك
ها هو يأتيني منزلقا ما بين ردائك وانيني
يامن صورت لي الدنيا كزجاحة خمر
هل مر الحلم على بابك
هل من ينصف هذا الجسد الضالع بالقهر
ها هو جرحك ينزف ياوطني
وترابك يتحول بركة دم
ذاك مداك
وتلك هي الارض تغطي اوجاعك ياجسدي
تمد اليك يدا
وصهيل الخيل يناديك
فمر برجلك مرتجلا
لا تغمدسيفك
وابحث عن وطن يؤويك بلا وجع
لا شيء امامك غير الاعداء
وخلفك صحراء لا ماء فيها
جمر مافيها وكلاب تتبع رحلك
فالحق بالركب
ها قد آن لهذا الجرح
ان ينفث ما فيه من الحزن
فماذا تحمل في الصف الاول
ماذا تقرا في الدرس الاول
في زمن الخيبة حين تدور بك الارض
ولسانك يلطع دمك القاني
ممهورا بتراب الارض
ساهيل عليك الماء
واهبط مثلك في الضفة الاخرى
واعود كما كنت
بنعش الكلمات