مقالات

تربية النفس وإصلاح الجسم 

تربية النفس وإصلاح الجسم 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ” متفق عليه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ” متفق عليه، وعن أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ” ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم إثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة، أو إلا بني له بيت في الجنة ” رواه مسلم.

تربية النفس وإصلاح الجسم 

واعلموا أنه ذكرت كتب علم النفس أن مراس الثقافة النفسية يعني إرجاع التيار، والتيار الذي يسوق المرء على غير هدى وينساق فيه من لم يؤتي روحا نضالية كافية ليقاوم اللجج ويأخذ الوجهة التي يعرف أنها هي اللازمة، ولا ريب أن الإستعاضة عن التصرف الآلي بتصرفات موزونة واعية أمر عسير، فالمعتاد أو الطبيعي يجنح بالإنسان دوما إلى إبقاء القديم على قدمه، فهو يعود ويعود ويصر على العودة كلما تراخي المرء في مقاومته وإسترسل مع تهاويله، لذلك لابد من الثبات في حومة النضال والوقوف الصلب الشديد في وجه العادات القديمة والحركات الآلية والمضي في تنفيذ القرارات الجديدة التي يتخذها الإنسان لتحقيق الهدوء وتربية النفس وإصلاح الجسم وتنظيم الوقت والإنصراف إلى العمل والإنتاج، ويجب أن تنزع من ذهنك كل ما سبق إليه. 

 

ورسا فيه عن الطبع والعادة والأساس النفسي، فكل شيء في الطبيعة الإنسانية قابل للتغير والتحول والتبدل فمحاولاتك التي بدأتها في تحصيل النفوذ الشخصي والسيطرة على نفس وتحويل مجرى حياتك اليومية لما فيه خيرك المقبل وسعادة وطنك وقومك أمتك موفقة لا محالة، وأن تعثرت خلال سيرها بما يشل نشاط الضعاف الذين لا يثبتون في المعركة، ولا يستمرون في الكفاح، وعليك أن تقف في وجه التيار الذي يحاول أن يجرك إلى الماضي، واثبت أمام الصعاب وثابر على بلوغ الأهداف التي رسمتها بعد الدرس والمذاكرة، ولا تنهكك العثرات أو السقطات التي قد تؤخر سيرك أو تضعف همتك، ولا تتواني في النضال ولا تخسر ثقتك بنفسك مهما كانت تعثراتك وتردداتك، فما من عظيم حقق عظمته إلا بعد زلات وأخطاء كثيرة. 

 

وسر عظمته أنه تجاوز نفسه وثبت في المعمعة، وقد يقول قائل ولكن هذه المراقبة الأبدية المستمرة للذات وهذا الجهد المتصل الذي لابد من بذله في الإشراف على سير النفس وتوجيهها، ليس مما يجذب أو يفرح، والمؤلم المزعج في الأمر هو هذا الانضباط والإمتناع عن طلب الشهرة والتخلي عن إفشاء أسرار النفس وتجنب التعاطف مع الآخرين، وهذا إعتراض مردود، فإن ما يبدو مؤلما بادئ الأمر على الأقل في تطبيق مبادئ التأثير الشخصي وقواعد الإنتظام الذاتي ليس قائما فيما يتطلب هذا التطبيق من إنتباه وحذر وإحتياط وإنطواء على النفس وإنما تتركز الصعوبة في تغيير العادات والإستعاضة عن التصرفات الآلية في بناء الكيان الحيوي العريقة في القدم إلى سنين متطاولة بتوجيه جديد يعاكس التيار القديم.

تربية النفس وإصلاح الجسم 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى