اخبار عربيةالشعر

تكريم بيت الشّعر في الشّارقة بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشّعر العربيّ

تكريم بيت الشّعر في الشّارقة بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشّعر العربيّ

نبيل صافية

 

تعدّ جائزة الأمير عبد الله الفيصل للشّعر العربيّ إحدى الجوائز الأساسية في الوطن العربيّ التي تهتمّ بالشّعر العربيّ ، وجرت ضمن فعاليات معرض جدّة للكتاب ، وهي تجسّد حالة متميّزة بذلك الاهتمام اللامحدود للشّعر العربيّ ، وجاءت في نسختها الرّابعة لتكشف عن حالة إبداعية تجلّت في تكريم أفضل مشروع عربيّ في خدمة الشّعر العربيّ ، ليتصدّر بيت الشّعر في الشّارقة ذلك الاهتمام نتيجة الإبداع المتميّز الذي يقدّمه الشّعراء العرب عبر مختلف السّنوات بعد تأسيسه استناداً لتوجيهات صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ ، عضو المجلس الأعلى للاتّحاد في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة حاكم الشّارقة _ حفظه الله ورعاه _ وهو الذي افتتحه في شهر تشرين الثّاني من عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين ، إيماناً منه بأنّ ذلك الصّرح الشّعريّ سيكون له أهمّيّته في انتشار الثّقافة العربيّة في بعدها العربيّ والإنسانيّ ، ويقدّم بيت الشّعر مختلف أنواع الشّعر العربيّ سواء ماكان من الشّعر التّقليديّ أو الحداثي كشعر التّفعيلة والحر وأجناس شعريّة متنوّعة لشعراء مبدعين من مختلف الدّول العربيّة ، ويتناول أغراض الشّعر كلّها حاملاً القيم العربيّة والإسلاميّة والإنسانيّة .  

 

وجاء التّكريم لبيت الشّعر الذي تمّ بتاريخ الرّابع عشر من الشّهر الثّاني عشر الماضي ( كانون الأوّل ) نتيجة الجهود التي قدّمتها دائرة الثّقافة ، وقدّم جائزة التّكريم والدّرع الخاص بذلك صاحب السّموّ الملكيّ في المملكة العربيّة السّعوديّة مستشار خادم الحرمين الشّريفين أمير منطقة مكّة المكرّمة ورئيس مجلس أمناء أكاديميّة الشّعر العربيّ الأمير خالد الفيصل ، ليتسلّم تلك الجائزة السّيّد عبد الله العويس رئيس دائرة الثّقافة في الشّارقة ، وكان ذلك التّكريم امتداداً لسلسة الإنجازات الرّائدة التي احتضنتها الشّارقة ودائرة الثّقافة والإعلام المميزّة فيها ، والتي يترأسها السّيّد عبد الله العويس ، وقد سعت دائرة الثّقافة في الشّارقة لتنفيذ توجيهات سموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ حاكم الشّارقة _ حفظه الله _ لتحقيق الأهداف التي رسمها سموّه وخطّط لها ، ولعلّ من الأهمّيّة بمكان الإشارة لدور الشّاعر المتميّز وصاحب الموهبة الشّعريّة المتّقدة الأستاذ محمّد عبد الله البريكيّ مدير بيت الشّعر ، في الارتقاء بالمستوى الشّعريّ نحو آفاق إنسانيّة واسعة وتطويره نحو تحقيق الأهداف المنشودة التي يرعاها صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ _ حفظه الله وأمدّ بعمره _ لتبقى الشّارقة عاصمة الثّقافة الإنسانيّة ، وسموّ الشّيخ سلطان الشّخصية الثّقافيّة الأبرز في القرن الحادي والعشرين . 

 

ونأمل من باقي الدّول العربيّة الاقتداء بالشّارقة وأن تحذو حذوها ، كون ثقافة الشّارقة تحمل بذورَ فكر ثقافيّ استراتيجيّ عالميّ ، وقد أُنشِئَت النّوادي والمنتديات والمهرجانات الثّقافيّة العربيّة والعالميّة فوق أرض الشّارقة وفي مناطقَ متعدّدة من العالم لإحياء التّراث العربيّ والإسلاميّ ونشره في مختلف دول العالم ، ممّا أكسبها مكانةً عربيّة ودوليّة متميّزة مقارنة بغيرها على المستوى العربيّ والعالميّ ، وقد سبق لي أن تحدّثت في الإعلام الرّسميّ الإماراتي عن ثقافة الشّارقة ليكون عنوان أحد تلك اللقاءات : 

 

” هل تكون ثقافة الشّارقة علاجاً لأزمة الثّقافة العالميّة ؟! ” والذي جرى بتاريخ الثّالث عشر من شهر نوفمبر من عام ألفين واثنين وعشرين ، كما سبق وأشرت في هذا اللقاء وغيره من لقاءات لبحث ودراسة أعددتها لتطوير الثّقافة والإعلام والتّربية ومؤسّسة ربع قرن في الشّارقة خصوصاً ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة بصورة عامة ، كما أشرت في مقالات سابقة لأهمّيّة بيت الشّعر في الشّارقة ، وأنّ هناك مفاجأة ثقافية سيحملها ، وكان أحد تلك المقالات بعنوان : 

” بيت الشّعر قلب الشّارقة ” ، وهو المنشور بتاريخ 29/ 9 / 2022 ، أي قبل التّكريم بحوالي شهر ونصف تقريباً ، وأظّن أنّ ما ذهبت إليه في مقالتي كان دقيقاً وثبت ما قلته فيه ، وإذا أرادت الدّول أن ترتقي بثقافتها كما فعلت الشّارقة ، فينبغي لها أن تضع معايير معرفيّة ثقافيّة نحو تغيير خطابها الثّقافيّ لتميّز بين الأصالة والتّطوّر ، وأن تتبيّن من أين تشرق الثّقافة ؟، وأن تبدأ حلولها للسّعي نحو تطوير الثّقافة وتجديدها بما أنّ ثقافة التّطوير والتّجديد عملية مطلوبة في التّغيير مع المحافظة على القيم الإيجابيّة الإسلاميّة والأخلاق العربيّة المتأصّلة ، وأن تمتلك عناوين الثّقافة وليس ثقافة العناوين ، وأن تعدّ أوراقاً ثقافيّة وليس ثقافة الأوراق .

 

نسأل الله الخير والمزيد من النّماء والازدهار والتّطوّر لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة لتحقيق ما تصبو له في رسم المستقبل المبدع المتطوّر الذي ترسمه لهم قيادة الدّولة المتمثّلة بسمو الشّيخ محمّد بن زايد آل نهيّان رئيس الدّولة ورئيس المجلس الأعلى للاتّحاد _ حفظه الله ورعاه _ ونسأله المزيد من التّطوّر الثّقافيّ للشّارقة وفق توجيهات سموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ عضو المجلس الأعلى للاتّحاد حاكم الشّارقة _ حفظه الله ورعاه _ لانتشار ثقافيّ عالميّ واسع ، وأعتقد بأنّنا سنكون أمام مفاجأة مدويّة في المستوى الثّقافيّ العالميّ ، ويُرجَّح الإعلان عن تلك المفاجأة قريباً _ وفق ما أراه _ وستكون علامة فارقة في تاريخ الثّقافة العالميّ .  

 

وأتشرّف ختاماً بأن أضع دراستي لتطوير الثّقافة والإعلام والتّربية ومؤسّسة ربع قرن في خدمة صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ _ حفظه الله وأمدّ بعمره _ لتكون بين يدي سموّه الكريم .  

بقلم : الباحث التّربويّ والإعلاميّ 

، وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة

د. نبيل أحمد صافية

 

 .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار