ثقافة الحوار
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
ثقافة الحوار
تشكل ثقافة الحوار اللبنة الأولى من لبنات احترام الرأي والرأي الأخر ، ومقدمة لبناء أسس الديمقراطية باعتبارها ضرورة إنسانية وحضارية . إن الحوار في معناه الصحيح
لا يقوم ولا يؤدي إلى الهدف المنشود إلا إذا كان هناك احترام متبادل بين الأطراف المتحاورة من حيث ، احترام كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر .
بهذا المعنى فإن الحوار يعني:- التسامح واحترام حرية الآخرين حتى في حالة وجود اختلاف في الرأي ، ذلك أن احترام الآخر لا يعني بالضرورة القبول بوجهة نظره.
والحوار يبنى على وجود رؤى مختلفة ، أي أنه يجري تحديداً مع الآخر المختلف ،
ويكون الهدف منه إثراء الفكر وترسيخ قيمة التسامح بين الناس ومد جسور التفاهم بين الأمم والشعوب،
وفي الوقت ذاته الانفتاح على الآخر لفهم وجهة نظره ثم للتفاهم معه ، بما يقود إلى فهم متبادل، كما أنه الطريق إلى استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف الطرفين المتحاورين ،
ثم إلى تفاهمها.
لذلك نجد أن من آداب الحوار حسن الخطاب وعدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين ،
فالحوار غير الجدال وعليه فإن احترام أراء الآخرين شرط نجاحه .
#معنى هذا أن الحوار يحمل معنى التسامح وقبول الآخر ، فضلا عن احترام وعقلانية وروح التعايش والود بين أطرافه ،
وكل هذا ضد:-
الإقصاء أو استبعاد الطرف الآخر .
الاستفزاز أو العنف أو التشويه والتقليل من قدر الآخر .
الصراع وفرض الرأي الواحد .
#أن أي حوار يستلزم من حيث المبدأ تحديداً مسبقاً لأمرين أساسيين:-
الأمر الأول :-
هو التفاهم على ماذا نتحاور،
والأمر الآخر هو التفاهم
لماذا نتحاور؟.
فلا بد من تحديد منطلقات وقواعد الحوار ،
أي السياق الإطاري للحوار بما يتضمنه هذا السياق من موضوع الحوار وأهدافه وحدوده وقواعده و أسسه .
من ذلك أنه يتم توقع وجود اختلافات في وجهات النظر،
وكما يشاع
“الاختلاف لا يفسد للود قضية”. فحدوث الاختلاف على مختلف المستويات في المجتمع الواحد هو أمر طبيعي ،
حيث لا يمكن أن تتفق جميع مكونات المجتمع بكافة انتماءاته السياسية واختلافاته الأيديولوجية والثقافية على وجهة نظر موحدة.
والمجتمع الذي يعرف مثل هذا الاتفاق يعد مجتمعاً ساكناً وجامداً ، فبالتعددية يزدهر المجتمع و بالتنوع يصبح حيويا بممارسة الحوار الذي من شأنه الوصول إلى اتفاق مبني على ثوابت ومعطيات الإصلاح والتنمية .
وللحديث بقية إن شاء الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله المستعان