قصه قصيرة
جيب العوالم سليمة
بعد عده جولات سياحية في اوروبا وامريكا مل فراس من تلك النوعية من التسلية فهو لم يستمتع بالنوادي الليلية الأوربية ولا الكازينوهات وعلب الليل الأمريكية ربما للتعري الزائد و الطباع المختلفة و البشرة الباردة ورغم اتقانه للغات الأجنبية الا انه كان يشعر انه في مجتمع غريب غير مألوف واحيانا مقزز لا مشاعر فيه ولا احساس. كانت الفروق بين مجتمعه المنغلق الذي لا يستطيع فيه الرجل رؤيه المراة ولا الكلام معها المفعم بالحرمان و الاساطير عن المراة و كأنها كائن خيالي وبين المجتمع الأوربي الذي يباح فيه كل شيء و لكن بمقابل
تذكر المسلسلات العربية و ما بها من قصص تحكي عن الكباريهات و عالم العوالم اي الراقصات و الافلام التي تحكي عن ذلك المجتمع الذي يجمع بين الفضيلة و الحرية و الخير والشر
ذهب الي هناك وسكن في شارع الكباريهات ليكون قريبا من اماكن السهر و التسلية
وفي الليل ذهب الي كازينو العش الذهبي التي تملكه الراقصة المخضرمة عزيزة كحه التي كانت من علامات الرقص الشرقي في الوطن العربي و مؤسسه اول مدرسه للرقص و رئيسه الاتحاد الدولي للرقص و الايقاع
دخل من بداية العرض بملابسه الخليجية و جلس في اول ترابيزه علي البيست بعد ان غير الف دولار بعملة البلد
كلما بدات راقصه فقرتها يقوم برش النقود عليها
وكان قمه اعجابه بالراقصة الموهوبة و الواعدة امل.
لاحظت عزيزه انتظام فراس في الحضور يوميا و القاء الاموال علي امل واعجابه بها
ذهبت عزيزة الي ترابيزه فراس لتحيته كزبون ثري في وقت حاله الكازينو يرثي لها بعد ضعف الحركة السياحية في المنطقة و جعل تركيا و حزر المالديف في مقدمه السياحة بين العرب
واستغل فراس الفرصة وفاتح عزيزه بعمل مهرجان سياحي في بلده للرقص لمده عشر ايام
بمبلغ مليون دولار تقدم فيه فرقه عزيزه كحه فنون الرقص. وافقت عزيزة علي العرض وتم تحديد الموعد بعد شهر حتي يستطيع ان يبحث عن متعهد يقوم بتنظيم الحفل و اخذ الموافقات
وبيع التذاكر و خلافه
سافر فراس الي بلدة و كلف سعدون بالمهمة و كانت المفاجأة مع بداية الاعلانات عن المهرجان
بنفاذ التذاكر في غضون ٢٤ ساعه من طرحها
حيث تم بيع تذاكر و حقوق رعاية و إعلانات و بث قنوات بمبلغ أكثر من ٣ مليون دولار
كم كانت فرحه فراس بذلك المبلغ الذي سيربحه في فتره قصيره
اتجهت الفرقة و الراقصات الي مطار و حلقت الطائرة متجهه الي الشرق ونزل الجميع المطار
و كانت هناك ميكروبَاص خاص بالعوالم و اخر للفرقة لمنع الاختلاط طبقا وقوانين المنطقة
وفي الطريق للحفل حدثت حادثه مروعه للسيارة الفرقة الموسيقية و نقل جميع اعضائها الي المستشفى بين الحياه والموت
اتصل فراس للاطمئنان علي العوالم و اخبرته ان العوالم سليمه بس الفرقة كلها مكسره علاوة علي ان اكبر قطعه في اي الة موسيقية اصبحت بحجم عقله الاصبع
طلب منها فراس ان تأتي الي الحفل بالعوالم و هو سيدير الامر
جلس مع سعدون يفكر ويفكر
هل يمكن الغاء الحفل و اعاده التذاكر و ماذا عن حقوق الرعاية والاعلانات و القنوات الناقلة
وهل يمكن تقديم الحفل بدون موسيقي او فرقه
في ذلك الوقت وصلت عزيزة و العوالم و جلست مع فراس و سعدون و طلبت ان تكلم الجمهور الغفير الذي ينتظر فقراتها
خرجت عزيزه بكل وقار و بملابس مثيره و معها العوالم و أخبرت الجمهور ان الفرقة عملت حادثه وانها اتت من بلاد بعيده لتقديم الحفل و لكن القرار لكم انتم هل نبدأ الرقص علي انغام الدي جي ام نلغي الحفل
الجمهور تصفيق رج ارجاء المكان الكل في صوت واحد يطالب بالبدء في الحفلة
ابتسمت عزيزه لفراس َ سعدون و بدا تشغيل الدي جي من خلال فلاشه تمتلكها عزيزه
كان حفل ممتع اسعد الجميع و كان حديث المنطقة كلها
مر المهرجان بنجاح منقطع النظير
وقرر فراس تكرار التجربة كل عام ووافقت عزيزه و لكن اشترط فراس ان يكون التعاقد مع العوالم فقط بدون الفرقة و المبلغ المدفوع ٩٩٩ الف دولار وليس مليون دولار .
قبل مغادره المجموعة البلد عرض فراس علي امل الزواج واعتزال الرقص
وافقت بشرط ان تكون منسقه المهرجانات
وافق فراس علي مضض و ابلغ سعدون بانتهاء عمله ابتسم سعدون و قال له الله يعطيك العافية مد فراس يده ليصافحه مصافحه الوداع و قال له ايدك دافيه في تلك اللحظة علمت عزيزة بذلك فقررت تعيين سعدون مديرا اقليميا و متعهد مهرجانات للفرقة علي مستوي المنطقة كلها و ترشيحه بعد نجاح الحفلات لجائزة الاتحاد الدولي للرقص و المسماة الحزام الذهبي
تمت
م محمود عبد الفضيل /مصر