الرئيسيةمقالاتحب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء 
مقالات

حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء 

حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء 

حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد اعلموا إن حب الوطن ليس مجرد شعور عابر، بل هو إنتماء أصيل يولد شعورا بالكرامة والفخر، وهو مسؤولية تقتضي من كل فرد منا أن يكون حارسا على ثغور وطنه، مدافعا عن أمنه وكرامته، فالإنسان بلا وطن كالشجرة بلا جذور، كالحياة بلا روح، بل هو جزء لا يتجزأ من هويته، فهذا هو وطني، أرض الخير والعطاء والنقاء. 

 

الذي من أجله نفدي ونبني ونضحي، فلنحافظ عليه، ولنسهم في بنائه ورفعته، لأن مستقبله بين أيدينا، فوطني ذلك الشاهد على الماضي والحاضر، فيا وطني أحببتك منذ نعومة أظافري، يا فخري وإعتزازي، فليس هناك أغلي لي من تراب هذا الوطن، وإن حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء ووجد في قلوب الصحابة والأصفياء، ومن أعجب العجب أن حب الأوطان تغلغل في دواخل الحيتان تحت الماء ورفرفت له أجنحة الطير في السماء، وقد ربط القرآن بين حب الوطن وبين حب النفس، والنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم إبتلاه الله تعالي بترك وطنه، فوقف يخاطب مكة شرفها الله؛ قائلا ” والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت” ويواسي المولى تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ” وكأين من قرية هي أشد من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ” 

 

فإنها نعمة هذا البلد الأمين الذي أقسم الله تعالى به فقال ” وهذا البلد الأمين ” وسماه أمينا لأنه آمن، كما قال تعالى ” أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا ” ومن شكر الله على نعمة الوطن تحقيق عقيدة المسلم في الولاء له، ومحبته، وبذل الغالي والنفيس دونه، فقد كان حب مكة والمدينة في سويداء قلب النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقال ” اللهم حبب إلينا المدينة، كحبنا مكة أو أشد ” رواه البخاري، ومن لوازم هذه العقيدة الدفاع عنها لأنها بيضة الإسلام، وحوزة المسلمين، وقبلتهم، ومهوى أفئدتهم، أمنها أمن المسلمين، وإستقرارها إستقرار العالمين، كما قال الله تعالي ” جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ” وإن الوطن الآمن المستقر نعمة ومنّة من الله تعالى، تتطلب شكرا وعرفانا، تترجمه الأقوال والأفعال، حيث يقول الله تعالي ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” 

 

والوطن الآمن يقوم على الإئتلاف والإجتماع وإنتظام الناس تحت ولاية واحدة، وقد عُلم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة لأن مآلات الإجتماع ونبذ الإفتراق، فيها قيام الدين والدنيا وإنتظام الحياة ولا يتأتى ذلك إلا بالسمع والطاعة لولي الأمر في المعروف، حيث يقول الله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ” والإنتماء لهذا الوطن هو إلتزام بالعقيدة والدين، وإتباع منهج السلف الصالحين، ومراعاة الثوابت والأخلاق، وجميل الأعراف والعادات، وكما أن الإنتماء للوطن برهانه الحرص على سلامته، وصون مكوناته وإحترام أفراده وتقدير علمائه وإحترام النظام والحفاظ على موارد الوطن ومكتسباته وعوامل بنائه ورخائه.

حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *