بحب الدنيا الحرص على الدنيا وانكباب عليها والحب لها والاعراض عن الآخره ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاح أول هذه الامه بالزهد واليقين ويهلك اخرها بالبخل والامل
حقيقه الأمل هو التمسك بالدنيا والحرص عليها وكانها هي كل طموحاته واحلامه ويكره الموت ويخاف منه لانه لم يستعد لذلك اليوم
ويروي عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قام على الدرج مسجد دمشق فقال يا أهل دمشق الا تسمعون من اخ لكم ناصح أن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا فاصبح دارهم بورا وبنيانهم قبورا واملهم غرورا هذه عاد قد ملأت البلاد أهلا ومالا وخيرا ورجالا فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدراهمين
وقال الحسن ما اطال عبد الامل الا اساء العمل وصدق رضي الله عنه فالامل يكسل عن العمل ويورث التراخي والثواني ويعقل التشاغل والتقاعس ويخرج الى الارض الى الهوى فان الامل هو العمل الصالح اي العمل المؤدي الى الاخره وهو ان تعمل لوجه الله ولا تظلم احدا فهو يورث التراخي فيكسلك عند نداء الاذان وعندك من الاعمال فتفضل ان تشغل باعمالك عن الصلاه وتؤجل الصلاه حتى تنتهي من عملك وهذا الامر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج الى بيان ولا يطالب صاحبه ببرهان كما ان قصر الامل يبعث على العمل ويحيل على المبادره ويحث على المسابقه
وقال سيدنا علي رضي الله عنه ان اخوف ما اخاف عليكم اتباع الهوى وطول الامل فاما اتباع الهوى فيسد عن الحق واما طول الامل فينسي الاخره وجاء في الاثر اربعه من الشقاء جمود العين وقسوه القلب وطول الامل والحرص على الدنيا
